هدّد سكان "تين زواتين " الواقعة على بعد 2700 كلم جنوب ولاية تنمرست، بمواصلة شن الإعتصامات والإضرابات السلمية متى دعت الضرورة لذلك لحمل الجهات المسؤولة على الاذعان لمطالبهم الإجتماعية العالقة، والتي قالوا إنها اصطدمت بتعنت رئيس الدائرة والأمين العام الولائي الذي تعامل مع السكان منذ البداية بغلاظة غير مبّررة. اعتبر، أمس، ممثلو السكان في اتصال هاتفي ب"اليوم" جلّ الإعتصامات والحركات الإحتجاجية التي قاموا بها طيلة 6 أشهر وعلى فترات متقطّعة أمام مقر الدائرة، والتي شهدت صدمات عنيفة مع قوات الأمن، تعبيرا عن المعاناة والتهميش في ظل الصّمت المطبق الذي تنتهجه السطات المحلية في الاستجابة لأهم مطالبهم التي وصفوها بالبسيطة. وفي هذا السياق، أوضح محدثونا أن القطرة التي أفاضت الكأس هو الإحتجاج الأخير الذي شنّه السكان أمام مقر الدائرة مطالبين السلطات المعنية بضرورة العمل على وقف الهجرة غير الشرعية، والمئات من المهاجرين الأفارقة من دول الجوار الوافدين لمنطقة "تين زواتين"، مضيفين أن هؤلاء أغرقوا شباب المنطقة بالمخدرات منذ أن حلوا بالمدينة وقاموا بإفسادهم من خلال عمليات السطو على المنازل التي بلغت أوجّها في الأشهر الماضية، علاوة على الأمراض الخطيرة التي نقلوها لسكان المنطقة دون تدخل الجهات المعنية لوقف هذا الزحف الخطير على المدينة. وأشار نفس المصدر أن مشاكل السكان لم تتوقف عند هذا الحد; بل تعدّت إلى مشاكل أخرى أثقلت كاهلهم، كمشكل الوقود والغاز الذي أصبح أهم المطالب خاصة وأن المنطقة رعوية، بمعنى أن سكانها يرعون أغنامهم بالسيارات التي تلزم التزود بهذه المادة الحيوية: كما أضاف محدثونا أن غياب مكتب خاص بالوكالة الوطنية لتشغيل الشباب وغياب وكالة لتسير أموال البلدية هي العوامل التي أثارت حفيظة السكان، الذين اعتصموا ومازالوا إلى اليوم يهددون بالاعتصامات ما لم تتحرك الجهات المعنية للاستجابة لمطالبهم. من جهة أخرى، أكد محدثونا أن الصدمات التي وقعت بين سكان المنطقة وقوات الأمن وأفضت إلى اعتقال 8 أشخاص سيحاكمون عما قريب، يتحملها رئيس الدائرة الذي أبدى منذ البداية تعنتا ومكابرة لا نظير لهما أمام مطالب أعيان المنطقة دون أن يعيرهم أدنى احترام.