جمع بين الحاجة للوظيفة و حماية التراث عبد القادر البالغ من العمر 47 سنة من واحد من بين الذين اقتحم عالم الشغل عن طريق الصدفة ، حيث يعرض سلعته المتمثلة في أشرطة سمعية بساحة بور سعيد بالعاصمة أين وجد فيها تأمينا للقمة عيش عائلته ليقف في وجه البطالة التي راودته بعدما كان عاملا بمعمل النجارة ببوسماعيل ولاية تيبازة. اكتشف عبد القادر هوايته بعدما اعتاد على جمع الأغاني الشعبية التراثية القديمة و تسجيلها في أشرطة عذراء ليعرضها بطاولته الصغيرة، حدثنا دخل الأب هذا العالم بعدما ترك عمله في نجارة الخشب و انتقل إلى ممارسة بعض الحرف التقليدية ، وفي سنة 1983 راودته فكرة تسجيل و أغاني كبار مشايخ الأغنية الشعبية الجزائرية، تحتوي طاولته على أشرطة سمعية لحوالي 35 فنان عربي 25 منهم من كبار شيوخ الغناء الشعبي العاصمي الأصيل أمثال أعمر الزاهي ، بوجمعة العنقيس ، الباجي ، قروابي ، و يملك عبد القادر بعض الأشرطة المغربية المفقودة و أغاني يتجاوز عمرها 35 سنة ، تحصل على بعضها من خلال حضوره الشخصي لأعراس و حفلات هؤلاء المشايخ أو عن طريق الاحتكاك بهواة الغناء الشعبي للحصول فقط على الشريط و إعادة تسجيله ، ويحتفظ بكل الأشرطة الأصيلة التي مرت عليه ، وشاع اسم عبد القادر حتى في أوساط الجالية الجزائرية بالخارج و أصبح يقصده الكثير من المغتربين و عشاق الشعبي ، و يقول محدثنا انه يرى في الشاب الذي يقصده لشراء شريط من عنده انه غيور على تراث الوطن و حسب شهادة بعض التجار بساحة السكوار فأن العديد من الناس يقصدونه و لسلعته إقبال كبير ، طموح عبد القادر الذي صرح لنا به هو تطوير طريقة تسجيل الأشرطة من التقليدية إلى الحديثة خاصة و إن الشريط المسموع فقد مكانته بعدما فرض القرص المضغوط نفسه في السوق حيث يأمل في المشاركة في مهرجانات الأغنية الشعبية الأصيلة و ذلك للقيمة التي تحتلها الأغاني التراثية المفقودة في الجزائر ، ويقول عبد القادر" املك بعض الأشرطة لا توجد في أي محل بالجزائر أو خارجها و أنا متأكد" .