أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تمسك روسيا بموقفها الرافض لأي تدخل خارجي في سورية في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الروسية أن نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سورية تدل على أن نهج الحكومة السورية يحظى بتأييد الشعب.فقد أكد بوتين تمسك روسيا بموقفها الرافض لأي تدخل خارجي في سورية أو محاولة تنفيذ السيناريو الليبي في سورية مشدداً على أنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل جهوده في سبيل تحقيق المصالحة بين السوريين. وقال بوتين في مقال له نشرته صحيفة موسكوفسكييه نوفوستي في عددها الصادر أمس تحت عنوان روسيا والعالم المتغير إنه من الضروري وقف العنف في سورية مهما كانت مصادره في أسرع وقت وإطلاق الحوار الوطني الشامل بين السوريين دون شروط مسبقة ودون التدخل الأجنبي مع احترام سيادة الدولة مشيرا إلى أن هذا سيمهد لتنفيذ ما أعلنته القيادة السورية من إجراءات لإشاعة الديمقراطية والأكثر أهمية منع نشوب حرب أهلية كاملة حيث عملت الدبلوماسية الروسية وستظل تعمل في هذا الاتجاه. وأوضح بوتين أنه واتعاظا بالتجربة المريرة نعارض أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارات من الممكن تفسيرها على أنها تعطي إشارة البدء في التدخل العسكري في التطورات الجارية داخل سورية لافتا إلى أنه وانطلاقا من هذا الموقف المبدئي لم تسمح روسيا والصين في بداية شهر شباط الجاري بإصدار قرار يقبل التأويل ويحث أحد طرفي النزاع الداخلي على العنف. وحذر بوتين الدول الغربية من مغبة تكرار ما فعلوه في وقت سابق وهو تشكيل تكتل أو تحالف من الدول المعنية لتنفيذ عملية لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي لأن مثل هذا التصرف لا يمكن أن يؤدي إلى النتيجة المرجوة إذ ينطوي على مخاطر كبيرة ولا يساعد في أي حال على تسوية الوضع داخل البلد الذي يشهد نزاعا بل يؤدي إلى تفاقم الخلل في نظام الأمن الدولي ويزري بهيبة الأممالمتحدة ويقوض دورها المركزي مذكرا بأن حق الفيتو ليس بمثابة التصرف حسب الهوى بل هو جزء لا يتجزأ من النظام العالمي المنصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة وتم تضمينه في الميثاق بناء على طلب الولاياتالمتحدة نفسها ومعناه أن القرار الذي يعارضه عضو دائم في مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن يكون فعالاً.