"قصتي طويلة ومعقدة، وكتبها لي الله عز وجل وأنا أرضى بالمكتوب والقدر لأني واثقة من نفسي أني لم أظلم أحدا في حياتي" ملال روزة المكناة بمليكة البالغة من العمر 47 سنة، قصدت "النهار" وفي جعبتها قصة مأساوية، حتى أنها قالت "لا أعرف من أين أبدأها وبصراحة لم أكن أظن أن حياتي ستتحول إلى مأساة بعد فقدان الأم وفك الرابطة الزوجية". تحدثت مليكة عن قصتها المأساوية قائلة "المأساة بدأت قبل وفاة أمي في 29 ماي 2005، حيث كنت البنت الوحيدة لدى أمي التي كانت تقطن بحيدرة أمام الكنيسة"، وأضافت أن أمها لم تكن تملك شيئا قبل وفاتها والأب توفي منذ كانت صغيرة وهي لا تتذكر حتى صورته، وبقيت تعيش مع والدتها "أم العز" المكناة بباية، إلى أن أصابها مرض خطير ألزمها المكوث بالمستشفى. وفي تلك الفترة تقول مليكة "ذهبت إلى خالتي "أخت أمي من الأمومة" التي تقطن بسعيد حمدين لتساعدني في الاعتناء بأمي". وتضيف "قصدت خالتي بعد أن ضاقت بي الأمور وبدأني المرض ما فرض علي البحث عن من يساعدني أنا أيضا لأني وحيدة، فصدمتني خالتي بالرفض القاطع لمساعدتي بحجة أنها لا تستطيع، فاعتمدت على ابنتي أمينة آنذاك، تبلغ من العمر 15 سنة، وكانت تساعدني في تنظيف أمي وغسل ملابسها، لكن الفتاة كانت تدرس وصغيرة العمر، وفي سنة 2004 ساءت حالتي الصحية فاضطررت لدخول للمستشفى لإجراء عملية جراحية على مستوى الجهاز التناسلي". واستطردت مليكة "كنت من الرافضين لأن أقصد دور العجزة وترك أمي في المركز، لكن الظروف اضطرتني إلى ذلك وتوجهت إلى مركز شيخوخة للاعتناء بأمي غير أني تلقيت عدم الموافقة لأني طلبت المساعدة لفترة معينة إلى أن أخرج من المستشفى وأتعافى من العملية الجراحية، لأن المركز يتطلب التوقيع على ترك الأم نهائيا". أين كان أخوالي قبل أن تموت أمي؟ بعد وفاة أمها سنة 2005 اكتشفت مليكة أن لديها أخوالا في الشلف، وتقول "في حياتي لم أسمع أن لي أخوالا ولم تكلمني عنهم والدتي قبل أن تفارق الحياة. بعد أن اكتشفت الأمر، استقلت سيارة أجرة إلى ولاية الشلف بحثا عن عائلة أمي من أجل اتخاذ إجراءات الفريضة، حيث التقيت خالتي "عودة" التي أفادتني بأسماء الإخوة الأربعة ل"أم العز" وبعدها قمت بكل الإجراءات اللازمة"، حيث تم بيع منزل الأم بحيدرة واشترت مليكة منزلا بسيطا بباش جراح لتأوي أولادها الثلاثة. وتقول مليكة "ظننت أن القصة انتهت ولكن كانت عكس ذلك لأنه بعد ذلك ظهر أنه إضافة إلى الأخوال الأربعة التي أفادتني بهم خالتي، هناك خالان آخران رفعا دعوى قضائية ضدي بتهمة تزوير وثائق الفريضة رغم أني لم أعرف أخوالي إلا بعد وفاة أمي، وخالتي "عودة" هي التي أفادتني بمعلومات خاطئة بهذا الشأن". وتضيف مليكة "جاءني خالي "عبد القادر" وهددني، أنها مؤامرة خططتها مع خالتي "عودة"، وعلمت مليكة بعد ذلك أنها استدعيت من قبل قاضي التحقيق لمحكمة بئر مراد رايس. تحدثت مليكة بصراحة "أنا متأكدة أن القانون معي، لأني لم أظلم أحدا، والآن المشكل يكمن في أن أعز أحباب العائلة وهو "علي" الذي أنكر أنه يعرف العائلة علما أنه الشاهد الوحيد في القصة. طلاقي من زوجي كان بعد 18 سنة من الزواج وواصلت مليكة سرد مشاهد قصتها الغريبة، التي تشبه أفلام الخيال، حيث أشارت إلى أنها أصيبت بمرض الربو والقلب، كما تقلص نظرها وأصبحت لا ترى دون استعمال النظارات، حدث لها كل ذلك نتيجة العوائق التي تلقتها في حياتها، وما زاد الطين بلة هو انهيار حياتها الزوجية بعد أن دامت 18 سنة، حيث كانت تقطن بالخرايسية بالعاصمة مع زوجها إلى أن طالبت بالطلاق سنة 1999 لتطلق بعد ذلك مباشرة سنة 2000 لتستفيد من حضانة أولادها الثلاثة، فتاة وولدان، وكانت العائلة تستفيد من النفقة بصورة عادية بعد أن فكت الرابطة الزوجية في بادئ الأمر، غير أنها توقفت بعدما طالبت برفع قيمتها، بما يتماشى وارتفاع كلفة المعيشة، وتؤكد مليكة "أني منذ سنة 2007 لم أتلق مصاريف النفقة إلى يومنا هذا ما اضطرني إلى إعادة رفع دعوى قضائية ضد زوجي السابق". وتقول محدثتنا "لم أنس عرس ابنتي "أمينة" الذي لم يحضره والدها" وتؤكد أنها لم تخبره بسبب أن أمينة قصدت والدها عند خطوبتها مباشرة من أجل مساعدتها في مصاريف الخطوبة، وطلبت منه فقط أن يشتري لها طاقما تلبسه يوم الخطوبة حيث أفادها بكلمة "مبروك عليك، لكن يوم الزفاف سأساعدك" ما أثار حزن الفتاة التي رفضت دعوته لحضور حفل الزفاف.