شهدت مواجهة مولودية سعيدة ووفاق سطيف سيناريو مثير من خلال أطوار اللقاء الذي كان قمة في حضور جماهير غفيرة من كل مدن الجهة الغربية، حيث كان عددهم قياسي كما وفّت المباراة بوعودها من خلال أداء الفريقين، حيث كان اللعب مفتوحا على مصراعيه بين حموش وبوفنارة إذ كان لاعبوه أكثر واقعية باعتمادهم على الهجمات المعاكسة التي أحدثت خللا كبيرا وسط دفاع المولودية بالرغم من أن الخطر الأول جاء من أصحاب الأرض على إثر هجمة منسقة بين حمدون وولد تيقيدي في الد 16، حيث كانت قذفة الموريتاني مجانبة للقائم الأيسر لحجاوي بقليل، ليكون الرد من جانب "الفوارة" عندما خطف لموشية الكرة من حمدون في الد 24 ووزعها فوق رأس طويل الذي مرت كرته بجانب العارضة الأفقية قبل أن يأتي الهدف الأول في الد 30، بعد خطأ من حمدون استغله رحو الذي خطف الكرة ومررها نحو جديات الذي بلمسة سحرية أخرج طويل وجها لوجه مع الحارس بن عبد القادر، حيث لم يتوان في تسجيل الهدف الأول. ضربة الجزائر وطرد دريوش منعرج اللقاء دقيقة واحدة بعد هذا الهدف تحصلت المولودية على ضربة جزاء إثر عرقلة سوقار من طرف معيزة وهي الضربة التي نفذها حميدي لكنه فشل في تسجيلها بعد أن تصدى لها الحارس حجاوي ببراعة ورغم ذلك واصل أبناء حموش ضغطهم، لكن عكس وتيرة اللعب، تلقت المولودية ضربة موجعة بطرد القائد درويش الذي اعتدى على اللاعب ألكس أمام مرأى الحكم بوستر، ليكمل الغزلان المواجهة ب 10 لاعبين، ورغم ذلك كاد بن شادي أن يباغت حارسه حجاوي في الد 40 ثم رأسية حميدي في الد 45 التي مرت فوق العارضة بقليل لينتهي هذا الشوط بتفوق الوفاق. سقوط لاعبي الوفاق في السهولة وتضييع عدة فرص في المرحلة الثانية لم يستغل لاعبو الوفاق التفوق العددي، حيث ضيعوا عدة فرص أكدت أن رفاق طويل سقطوا في فخ السهولة على غرار كرة هذا الأخير نحو دمبري في الد 54 الذي راقب الكرة جيدا لكن قذفته مرت فوق العارضة رغم وجوده وجها لوجه مع بن عبد القادر، ثم طويل في الد 57 ينفرد ببن عبد القادر ويهدر هدفا محققا كان بإمكانه أن يودعه بسهولة داخل شباك بن عبد القادر الذي سبقه وافتك الكرة من رجله، ليكون الرد من سوقار الذي استغل كرة ذكية في الد 64، وبلمسة قوية اصطدمت كرته العارضة الأفقية للحارس حجاوي الذي بقي يتفرج في الكرة، ثم ضيع طويل بعد ذلك في الد 68 هدفا محققا بعد كرة جانبت القائم بقليل، ليكون الرد عن طريق حميدي على مرتين في الد 76 و86 لكن كرته مرت جانبية وذلك الى غاية الد 82 عندما استغل جديات كرة داخل منطقة العمليات عبث خلالها بدفاع المولودية وسجل هدفا من أروع ما يكون، وكان يبدو أنه قتل به المباراة. سعيدة تعود من بعيد بعد هذا الهدف كان الجميع يعتقد أن المباراة لفظت أنفاسها الأخيرة، خاصة وأن طويل ضيع هدفا ثالثا في الد 84، عندما قلّص حميدي الفارق، بعد أن استقبل كرة ذكية من سنوسي، بالصدر حولها ببراعة داخل شباك حجاوي، وهو الهدف الذي أعاد الروح للأنصار بعد أن غادر معظهم المدرجات، لتتواصل حملات أبناء حموش بضغط رهيب تكلل بهدف التعادل في ال 4 ? 90 عندما استغل سوقار كرة مرتدة داخل منطقة حجاوي، توغل على إثرها داخل منطقة العمليات ووجه قذفة قوية عدل بها الكفة وسط فرحة منقطعة النظير من الجميع. "الفوارة" ثاروا ضد بوستر واحتجوا على وضعية التسلل وفي خضم هذه الفرحة العارمة للغزلان، كان لاعبو الوفاق يحتجون على الحكم بوستر حول شرعية هدف سوقار الذي عدّوه متسللا، وهو ما جعل اللقاء يتوقف لأكثر من أربع دقائق بعد تدخل رجال الأمن الى حين صافرة بوستر التي أنهى بها هذا اللقاء المجنون الذي خرج منه الغزلان بتعادل في طعم الفوز. بن حمزة يتراجع عن الاستقالة وحموش يؤكد بقاءه وكانت هذه النتيجة وتضامن الجمهور الكبير الذي حضر المواجهة الى جانب تحرك السلطات المحلية قد دفعت الرئيس بن حمزة الى العدول عن الاستقالة، حيث صرح للجميع أنه باق على رأس العارضة الإدارية تفاديا لوأد الحلم في مهده، وهو مادفع كذلك حموش الى تأكيد بقائه على العارضة الفنية للفريق لمواصلة العمل، مؤكدا أن نقطة التعادل جاءت بفضل تدخل العدالة الإلهية التي أنصفت الفريق للعودة من بعيد و"هو ما يحفزني على البقاء" يضيف. أجواء جنانئزية في غرف ملابس الوفاق عكس الفرحة الكبيرة التي طبعت أجواء الغزلان، فقد غادر لاعبو الوفاق أرضية الميدان بخطوات متثاقلة في أجواء جنائزية بعد أن شاهدوا بأم أعينهم ذهاب النقاط الثلاث التي كانت ممكنة لولا السبع دقائق الأخيرة التي جعلت مشروع الوفاق في الفوز يهدر بطريقة ساذجة.