بعد تحقيق في صفقات مشبوهة قامت به الفرقة الاقتصادية لأمن ولاية الجزائر أودع وكيل الجمهورية لدى محكمة عبان رمضان بسيدي أمحمد المدير التقني للخطوط الجوية الجزائرية مساء الأربعاء الماضي الحبس بتهمة "تبديد أموال عمومية وإبرام صفقات مشبوهة" تتعلق باستيراد أجهزة مراقبة على خلفية التحقيق الذي قامت به الفرقة الاقتصادية التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر. وقام تقنيو الطيران بمطار هوراي بومدين ليلة الأربعاء الماضي بالتوقف عن العمل تضامنا مع السيد "أ.ر" المدير التقني المحبوس قبل أن يتراجعوا صباح الخميس بعد تدخل إدارة الخطوط الجوية لإقناعهم بضرورة استئناف المفوضات مع إبقاء باب الحوار مفتوحا. وكانت الفرقة الاقتصادية بأمن ولاية الجزائر قد باشرت تحقيقات بناء على شكوى أودعها المرحوم الطيب بن ويس الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية ضد ممون أجنبي لدى محكمة عبان رمضان بسيدي أمحمد صائفة سنة 2006 ، و توصلت تحقيقات الشرطة إلى توجيه الاتهام ضد المدير التقني في إبرام صفقات مشبوهة فيما يتعلق باستيراد معدات المراقبة الجوية و تضخيم الفواتير لصالح ممون أجنبي و عدم احترام قانون الصفقات وتحفظ مصدر أمني قريب من التحقيق عن تقدير الخسارة المالية التي تكبدتها المؤسسة العمومية حيث لايزال التحقيق جاريا في القضية وكشف عن تعيين خبير مالي. و أثار قرار تقنيي الطيران بالتوقف عن العمل في حدود الساعة الثامنة من ليلة الأربعاء إضطرابات كبيرة خاصة على مستوى الخطوط الداخلية بإتجاه وهران ، عنابة ،ورقلة و أعرب العديد من المسافرين الذين إلتقتهم "النهار" صباح الخميس بقاعات الانتظار عن استيائهم للقرار المفاجىء و تعطل مصالحهم خاصة و أنه تزامن مع نهاية الأسبوع و كانت بعض العائلات مرفوقة بأطفالها الرضع قد قضت الليلة على المقاعد أو أرضا . و استأنف التقنيون العمل في حدود الساعة العاشرة و نصف "بعد تدخل أطراف و إقناعهم بالعودة إلى مناصبهم مع إبقاء باب الحوار مفتوحا" حسبما صرح به السيد علاش مدير مطار الجزائر ل"النهار" مشيرا إلى سير العمل في ظروف عادية لكن الإضراب انعكس على بعض الرحلات الداخلية التي تم تأجيلها لساعات أخرى . و كانت الجزائر قد قامت في غضون 5 سنوات باستثمار ثلاثة مليارات دينار (حوالي 40 مليون دولار) حسب تصريح وزير النقل مغلاوي في عصرنة هياكل المراقبة الجوية من خلال الإعلان عن مناقصات لاقتناء أجهزة رادار و مراقبة.