اتهم عبد الحكيم بلحاج، الذي يشغل حالياً منصب قائد المجلس العسكري في طرابلس، السلطات البريطانية بتسليمه مع زوجته إلى نظام الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي بإطار صفقة سياسية، قال إنها قادت إلى تعرضهما للتعذيب وصدور عقوبة إعدام بحقهما.وقال بلحاج في مقابلة مع صحيفة (صندي اكسبريس) الأحد، "إن كل ما يريده هو تحقيق العدالة، واعتذار، وأن يعرف الشعب البريطاني أن حكومته كذبت عليه".وأضاف "إن بريطانيا سلّمته إلى نظام سيء السمعة بانتهاكات حقوق الإنسان وكهدية لنظام القذافي بعد أن سعى الأخير للتخلص من عزلته من خلال عرض المساعدة في الحرب على الإرهاب".ويقاضي بلحاج (48 عاماً) وزوجته فاطمة، الرئيس السابق لجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) مارك ألن والحكومة البريطانية بتهمة تسليمهما إلى نظام القذافي.وقال بلحاج إنه يريد من وراء ذلك "الكشف عن الطريقة التي خدع من خلالها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير الشعب البريطاني".وأشارت صندي اكسبريس إلى أن وزارة الخارجية البريطانية تعهدت بإجراء تحقيق يقوده قاض في قضية بالحاج بعد إكمال الشرطة البريطانية تحقيقاتها حولها وانتهاء إجراءاتها القانونية.وكشفت تقارير صحيفة الأسبوع الماضي أن رؤساء جهاز (إم آي 6) يخططون لتقديم أكثر من مليون جنيه استرليني كرشوة إلى بلحاج لإسكاته ومنعه من الإفراج عن تفاصيل قضيته، بعد أن اتهم الجهاز بتسليمه إلى نظام القذافي لكي يتعرض للتعذيب.وقالت إن الرعب انتشر في قلب جهاز (إم آي 6) بعد الكشف عن أن حكومة حزب العمال السابقة صادقت على خطة لتسليم بلحاج إلى نظام القذافي عام 2004، حين كان أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وقبل وقت قصير من توقيع رئيسها، حينذاك، طوني بلير صفقة تجارية مع القذافي.وكان بلحاج حرّك أواخر العام الماضي إجراءات قانونية في لندن ضد الحكومة البريطانية، واتهم أجهزتها الأمنية بالتواطؤ في تسليمه إلى نظام القذافي، وطالب باعتذار علني، وباعتراف منها بأن ليس لديه أية صلات بتنظيم القاعدة، وأن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة كانت تركز فقط على التخلص من نظام القذافي.وأُخلي سبيل بلحاج من السجن عام 2010 بموجب عفو بعد موافقته على المشاركة في برنامج اجتثاث التطرف والمصالحة الذي أطلقه نجل القذافي سيف الإسلام.