تكبدت مؤسسة إتصالات الجزائر بولاية تيبازة خلال السنة الجارية خسائر مادية معتبرة تجاوزت قيمتها المليارين والنصف جراء سرقة الكوابل الهاتفية خاصة بالبلديات الشرقية للولاية كالدواودة، فوكة، بوسماعيل، والقليعة التي تنشط بها العديد من الشبكات الإجرامية المختصة في إستخراج مادة النحاس من الكوابل الهاتفية قبل بيعها لتجار مختصين. الظاهرة هذه وحسب مسؤولي مؤسسة إتصالات الجزائر بولاية تيبازة أخذت في الفترة الأخيرة أبعادا جد خطيرة وهذا بالنظر إلى عدد الحالات المسجلة وما خلفته من خسائر مادية معتبرة شكلت عبئا ثقيل على ميزانية المؤسسة من جهة وعلى المواطن الذي لطالما إشتكى من إنقطاع الهاتف الثابت سواء بمنازلهم أو بالمؤسسات التي يشتغلون بها من جهة ثانية حيث تستغرق مدة إصلاح العطب الذي يصيب الشبكات الهاتفية جراء تخريبها من طرف اللَصوص مدة تفوق الأربعة أشهر مثلما حدث خلال الصائفة المنصرمة ببلدية الشعيبة التي عاش سكانها قرابة الشهرين دون هاتف نتيجة سرقة الكوابل الهاتفية وهوما تسبب في إلحاق خسائر بمؤسسة اتصالات الجزائر تجاوزت قيمتها ال150 مليون سنتيم تشكل حسب مسؤولي مؤسسة اتصالات الجزائر قيمة الكوابل فقط بغض النظر عن الخسائر المترتبة عن عدم استعمال الزبائن للهاتف. واستنادا إلى تصريحات مسؤولي ذات المؤسسة، فإن هذه الظاهرة قد عرفت خلال الأربع سنوات المنصرمة تصعيدا خطيرُا بولاية تيبازة سيما بدائرة القليعة، فوكة، وبوسماعيل، التي فككت بها مصالح الدرك الوطني العديد من الشبكات الإجرامية المختصة في سرقة الكوابل الهاتفية والكهربائية حيث تمكنت خلال العام ماقبل الماضي المجموعة الولائية للدرك الوطني بتيبازة بالتنسيق مع الكتيبة الإقليمية للدرك بالقليعة من وضع حد لنشاط عصابة مشكلة من جزائريين وأجانب يمتد نشاطها إلى خارج الوطن حيث يقوم هؤلاء اللَصوص بإستخراج مادة النحاس من الكوابل الهاتفية والكهربائية المسروقة قبل بيعها لشبكات منظمة تعمل بالتنسيق مع ثلة من اللَصوص حسب ما كشفت عنه تحريات ذات المصالح التي أوقفت خلال هذه العملية 14 متهما. فخلال العام الماضي سجلت مؤسسة إتصالات الجزائر بولاية تيبازة 44 قضية سطو على الشبكات الهاتفية خلفت خسارة مادية فاقت قيمتها 550 مليون سنتيم، تشكل قيمة الكوابل فقط فيما تجاوزت قيمة الخسائر التي تكبدتها تلك الأخيرة جراء عدم تمكن المواطنين من إستغلال خدمات الهاتف التي تشكل أهم مورد مالي للمؤسسة المليارين سنتيم، كما أحصت خلال السداسي الأول من السنة الجارية 15 قضية تخص نفس الظاهرة أسفرت عن تسجيل خسارة مالية قدرت قيمتها ب 175 مليون سنتيم، فيما بلغت قيمة الخسائر المترتبة عن عدم استعمال المواطنين للهاتف أكثر من ملياري سنتيم. مسؤولوامؤسسة إتصالات الجزائر وفي حديثهم" للنهار"أبدوا تخوفهم الكبير من إتساع رقعة هذه الظاهرة الخطيرة التي تضاف إليها الاختلاسات التي مست العديد من المكاتب البريدية آخرها إقدام قابض بريد الدواودة على إختلاس مبلغ مالي قيمته 200 مليون سنتيم من حسابات المواطنين ، وقد سبقتها فضيحة إختلاس 17 مليار سنتيم من مركز بريد تيبازة، إضافة إلى حالات أخرى كان قد شهدها كل من مركز بريد حجوط، تملول بمناصر، الشعيبة، وقوراية، كما شهد خلال الأيام القليلة الماضية مكتب بريد بويعقوب بفجانة عملية إختلاس بطلها قابض البريد الذي أودع الحبس بعد أن بينت التحريات مساعدته ماديا للجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة.