تلقى عدد من سفارات دول الحلف الأطلسي اليوم رسائل تحتوي مسحوقا مثيرا للشبهة وتهدد بتسميم جنود الحلف في أفغانستان أن لم يتوقفوا عن قتل عناصر طالبان، على ما أعلن دبلوماسيون والشرطة. وأكدت الرسائل أن "السم" الموجود فيها سيوزع في قوافل التموين التابعة لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان التي تنوي باكستان أن تجيز لها مجددا عبور أراضيها بعد منعها طوال ستة أشهر. ولم يتم تحليل المسحوق المثير للشبهة بعد بحسب الشرطة الباكستانية ودبلوماسيين. ومن المؤكد إن سفارات فرنسا والمملكة المتحدة واستراليا تلقت الرسالة ويمكن أن تكون أرسلت إلى غيرها، على ما أفاد مسؤولون أمنيون باكستانيون ومن بينهم شرطيون رفضوا الكشف عن اسمهم لفرانس برس. وصرح دبلوماسي في إحدى تلك السفارات لفرانس برس رافضا الكشف عن اسمه "تلقينا رسالة تحوي كيسا بلاستيكيا محكم الإغلاق يضم مسحوقا ابيض رماديا، لم نفتحه". بالتالي لم يلوث المسحوق أي شخص أو أي شيء في السفارة بحسب المصدر الذي أوضح انه سيسلم للشرطة من اجل تحليله. وروى الدبلوماسي الأول لفرانس برس ان الرسالة المرافقة للكيس البلاستيكي مكتوبة بانكليزية ركيكة وتخاطب "جنود الحلف الأطلسي". وقال احد الدبلوماسيين أن "النص يقول بالحرف: سننتقم لمقاتلينا الذين تقتلونهم في أفغانستان عبر نشر سم مماثل لهذه العينة في مواكب الغذاء التي تعبر باكستان". وأكد رئيس شرطة إسلام أباد باني أمين "تلقت السفارات مغلفات صغيرة تحوي مسحوقا اسود، أرسلنا محتوياته إلى مختبرات، إنها كميات صغيرة جدا". منذ نوفمبر الأخير عندما قصفت طائرات ومروحيات أميركية تابعة لقوة الحلف الأطلسي في أفغانستان نقطة حدودية فقتلت 24 جنديا باكستانيا في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد، أغلقت إسلام أباد حدودها أمام مواكب تموين ايساف التي كانت تعبر أراضيها. وتعتبر هذه القضية نقطة خلاف كبرى في سبيل إعادة العلاقات المعقدة بين الولاياتالمتحدةوباكستان التي تعتبر بالرغم من ذلك حليفتها الإستراتيجية في "الحرب على الإرهاب" منذ نهاية 2001.