حثت الولاياتالمتحدة المجلس العسكرى فى مصر اليوم الاثنين، على التحرك بسرعة لتنفيذ خطط لنقل السلطة كاملة إلى حكومة مدنية منتخبة، وأشارت إلى أن الفشل فى هذا سيدفعها لإجراء مراجعة للروابط بين البلدين التى تتضمن معونات عسكرية ومدنية بمليارات الدولارات.وعبرت كل من وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون) -التى تشرف على الروابط العسكرية الوثيقة بين البلدين- عن القلق بشأن تحركات المجلس العسكرى لتشديد قبضته على السلطة، على الرغم من انتخابات رئاسية أجريت بهدف تأكيد المستقبل الديمقراطى للبلاد.وقال فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن مصر تقف فى مفترق حرج والولاياتالمتحدة "قلقة لقرارات يبدو أنها تطيل أمد قبضة العسكريين على السلطة".وأضافت قائلة للصحفيين "نناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة استعادة الثقة الشعبية والدولية فى العملية الانتقالية إلى الديمقراطية بتنفيذ تعهداتهم المعلنة".وقالت نولاند فى إشارة إلى الجنرالات الذين لا يزالون يديرون شئون مصر "أنهم قدموا تعهداً للشعب المصرى ونريدهم أن يفوا به، وهذا وضع يتطور ونراقبه عن كثب، والقرارات التى تتخذ فى هذه الفترة الحاسمة من الطبيعى أنها سيكون لها تأثير على طبيعة تواصلنا مع الحكومة ومع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ونحن نسير قدما".وفى وقت سابق قال جورج ليتل السكرتير الصحفى للبنتاجون فى أول رد فعل للحكومة الأمريكية على الأحداث فى مصر منذ مطلع الأسبوع "نرى أنه يتعين استمرار عملية الانتقال، وأن تصبح مصر أكثر قوة واستقراراً بعملية انتقال ناجحة إلى الديمقراطية".ومع استمرار عملية فرز الأصوات، لم تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية رسميا، لكن مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى أعلن فوزه فى أول انتخابات رئاسية حرة تشهدها البلاد.ومع إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها أمس الأحد، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى إعلانا دستوريا مكملا يوضح أنه سيتولى مهمة التشريع إلى أن يتم انتخاب برلمان جديد، كما أنه سيتخذ القرارات الخاصة بكل القضايا ذات الصلة بالقوات المسلحة حتى إقرار دستور جديد للبلاد.وقال ليتل إنه لا يعتقد أن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا الذى تحدث مع طنطاوى يوم الجمعة أحيط علما بشأن اعتزام المجلس العسكرى إصدار إعلان دستورى مكمل.وقال للصحفيين "لدينا قلق عميق بشأن التعديلات الجديدة للإعلان الدستورى، بما فى ذلك اختيار توقيت إعلانها مع إغلاق مراكز الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية، و"ندعم الشعب المصرى فى توقعاته الخاصة بأن ينقل المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة كاملة لحكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا كما سبق وأعلن المجلس الأعلى".وتابع ليتل "نحث المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسنواصل حثه على التخلى عن السلطة لسلطات مدنية منتخبة، وعلى احترام الحقوق الشاملة للشعب المصرى وحكم القانون"، وللولايات المتحدة علاقات عسكرية وثيقة، ومنذ وقت طويل مع مصر.وقال ليتل "نرغب فى أن يستمر ذلك، فيما يتعلق بالتطورات بشأن مصر، فسنراقب الأحداث عن كثب، إنه لأمر مهم لحكومة الولاياتالمتحدة بكاملها وللجيش الأمريكى أن يتخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة خطوات لدعم انتقال سلمى للديمقراطية وحكومة فى مصر، تستجيب لرغبات الشعب المصرى".