دعا رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس إلى استكمال التحقيق وكشف المتورطين في عملية التسميم المحتملة للرئيس الراحل ياسر عرفات. وتأتي دعوة هنية في سياق دعوات فلسطينية متزايدة قد تتعزز بطلب رسمي من الجامعة العربية لإجراء تحقيق دولي في وفاة عرفات قبل ثماني سنوات. وطالبت السلطة الفلسطينية أول أمس بتحقيق دولي على شاكلة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري, وتواترت الدعوات في الساحة الفلسطينية إلى تفعيل التحقيقات الداخلية في ضوء نتائج التحقيق الاستقصائي الذي أجرته الجزيرة والذي توصل إلى اكتشاف آثار لمادة البولونيوم المشعة في ملابس ومقتنيات خاصة بعرفات. وفي تصريح له بغزة خلال حفل تخريج دورة ضباط شرطة, قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن حكومته تؤيد استخراج جثمان الرئيس الراحل وكشف المتورطين في حادثة تسميمه المحتملة. واتهم هنية السلطة الفلسطينية بالتقاعس في التحقيق في وفاة عرفات. وأضاف أن حكومته أكدت منذ البداية أن وفاة عرفات نجمت عن عملية اغتيال مدبرة. وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعت أول أمس إلى تشكيل لجنة وطنية عليا لاستكمال التحقيق في وفاة عرفات. وقال القيادي في الحركة إسماعيل رضوان إنه يتعين توفير كل متطلبات التحقيق للكشف عن المتورطين في جريمة قتل عرفات، محملا إسرائيل مسؤولية قتله. وقد صدرت دعوات مماثلة عن فصائل فلسطينية أخرى بينها حركة التحرير الوطني (فتح), كما وُجّهت دعوات إلى مساءلة من كانوا محيطين بالرئيس الراحل. وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في اليوم نفسه أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليمات للجنة التحقيق (الفلسطينية) بالتعاون مع كافة الخبرات في 'مقتل' عرفات. وقالت الرئاسة الفلسطينية في اليوم نفسه أيضا إنه لا مانع دينيا أو سياسيا يمنع فحص رفات عرفات, وهو الرأي الذي أيده مفتي القدسالمحتلة. وقبل هذا طالبت سهى عرفات -أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل- باستخراج عينات من الرفات لاستخدامها في تحقيق يفضي إلى كشف حقيقة وفاة زوجها في ضوء ما توصل إليه تحقيق الجزيرة الذي استند إلى اختبارات طبية وعلمية أجريت في مختبر سويسري مرموق. وبينما أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها للتعاون في ما يخص استخراج عينات من رفات عرفات, قال نمر حماد -مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس- أمس إن الأخير يرغب أولا في إرسال خبراء إلى سويسرا للاطلاع على نتائج الاختبارات الطبية والعلمية وإلى المستشفى العسكري الفرنسي الذي توفي فيه عرفات في نوفمبر 2004. في الأثناء تدرس الجامعة العربية طلبا تقدمت به تونس لعقد اجتماع وزاري ينظر في ملابسات وفاة عرفات وما ينبغي اتخاذه من قرارات في ضوء تحقيق الجزيرة. وكان أحمد بن حلي -نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية- قال أمس إن الأمانة العامة تلقت من مندوبة تونس لدى الجامعة مذكرة بهذا الشأن. وأضاف بن حلي في مؤتمر صحفي أنه تم تعميم المذكرة على الدول الأعضاء، وقال إن الجامعة تنتظر ردود أفعال تلك الدول, وكيفية تحرك الدول العربية حيال هذه المسألة بالتنسيق مع الفلسطينيين. وكان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام قد دعا الجامعة إلى عقد اجتماع عاجل لبحث ملابسات وفاة عرفات, وقال للجزيرة إن العديد من القرائن والأدلة التي كشفت عنها القناة تبين أن الوفاة لم تكن طبيعية، وإن هناك بصمات لوقوف دول لديها إمكانات نووية وراء عملية القتل.