أحبطت السلطات الليبية ما قالت إنه محاولة لإفساد انتخابات السبت الماضي، قام بها أعوان تابعون للعقيد القذافي، استنادا إلى معلومات استخباراتية. وجرى وفق هذا الأمر اعتقال أشخاص على علاقة بالعملية.وكشف الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا، لجريدة "الشرق الأوسط" النقاب عن إحباط حكومته وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية لمحاولات قام بها أتباع نظام العقيد الراحل معمر القذافي، هدفت إلى إفساد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السبت الماضي وتعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البلاد منذ نحو ستة عقود.وقال الكيب إن حكومته تحصلت على ما وصفه بمعلومات استخباراتية وأمنية باعتزام هؤلاء التحرك للتشويش على الانتخابات لكن تمت السيطرة عليهم واعتقال بعضهم، مشيرا إلى أن عائلة معمر القذافي ورموزا في النظام السابق متورطون في هذه المحاولات.وطالب الكيب الدول التي تؤوي مساعدي وعائلة الرئيس الليبي الراحل بتسليمهم إلى السلطات الليبية، متعهدا بتوفير محاكمات عادلة ونزيهة لهم رغم أنهم متهمون بسرقة ونهب أموال الشعب الليبي وقتله ومحاولة إخماد ثورته الشعبية.وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية استعداده للعمل مع أي كتلة سياسية أو حزب يفوز بنتيجة الانتخابات، مشيرا إلى أنه ينتظر انعقاد البرلمان الجديد في مطلع الشهر المقبل لتقديم استقالته بعد اطلاع لبرلمان على ما تم إنجازه خلال الفترة التي أمضتها حكومته في السلطة منذ نهاية العام الماضي.نتائج هزيلة للإسلاميين أظهرت النتائج الجزئية لانتخابات المؤتمر الوطني الليبي تقدم تكتل حزبي يقوده محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا السابق، فيما يعكس أن أداء الأحزاب الإسلامية جاء أضعف من المتوقع.وإذا تأكد هذا الاتجاه، فإنه يميز ليبيا عن غيرها من دول الربيع العربي مثل مصر وتونس، حيث أبلى إسلاميون بلاء حسنا في الانتخابات رغم أن جبريل يصر على أن تحالفه متعدد الأحزاب ليس علمانيا أو ليبراليا، وأن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".وهذه أول انتخابات وطنية حرة في ليبيا منذ ستة عقود، وتأتي كمرحلة فارقة بعد 42 عاما من حكم الدكتاتور الراحل معمر القذافي.وقال مراقبون دوليون إن الانتخابات سارت بشكل جيد رغم حوادث العنف التي قتل فيها ما لا يقل عن شخصين.ويتجه تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل لتحقيق فوز ساحق في منطقة جنزور بطرابلس ومدن زليتن وترهونة والخمس في المنطقة الغربية، بأكثر من ثلاثة أرباع الأصوات في تلك المناطق.وفي مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية كان تكتل الاتحاد من أجل الوطن بقيادة خصم للقذافي منذ زمن بعيد في طريقه للفوز.ولم يحقق حزب العدالة والبناء الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ولا جماعة الوطن الإسلامية التي يتزعمها قائد سابق لمقاتلي المعارضة أداء جيدا في النتائج الجزئية.وجبريل الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة ويجيد التحدث بالإنجليزية، ويألف العواصمالغربية إذ أجرى معظم المهام الدبلوماسية للمعارضة العام الماضي، من المرجح أن يكون مقبولا للحلفاء من حلف شمال الاطلسي والذين دعموا الانتفاضة للإطاحة بالقذافي.وعدد المقاعد المخصصة للأحزاب هي 80 مقعدا فقط من بين 200 مقعد في المؤتمر الوطني المكلف باختيار رئيس للوزراء قبل الاستعداد للانتخابات العامة العام المقبل، بينما المقاعد الباقية وعددها 120 مخصصة للمستقلين.وقالت حنان صلاح من منظمة هيومان رايتس ووتش لا نملك وسيلة لمعرفة كيف سينظم المستقلون صفوفهم. وهناك تكهنات بأن جبريل الذي لن يكون هو نفسه في المؤتمر الوطني قد يسعى إلى دور أكبر لنفسه، وربما حتى كرئيس إذا تم وضع مثل هذا المنصب في دستور ليبي جديد يصاغ العام المقبل.لكن جبريل نفى هذه التكهنات وعرض إجراء محادثات مع جميع الأحزاب التي تزيد على 150 في ليبيا لإقامة ائتلاف كبير.دعوة لحوار وطني وقال جبريل في مؤتمر صحافي إنه يقدم دعوة صادقة لحوار وطني من أجل تحالف واحد تحت راية واحدة. وقال: "هذا نداء صادق ومخلص لجميع الأحزاب السياسية التي تعمل اليوم في ليبيا".وأضاف أن الانتخابات لا يوجد بها خاسر أو فائز، وأيا كان الفائز فإن ليبيا هي الفائز الحقيقي.ويشعر كثيرون من سكان المنطقة الشرقية بالغضب من تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 120 مقعدا للمنطقة الغربية.