أعفى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزراء حكومة أويحيى من جلسات الاستماع التي كانت مقرّرة بداية شهر رمضان، على غرار السنوات الماضية، مما يؤكد استغناء الرئيس عن حكومة أويحيى وبرمجة تعديل حكومي مع الدخول الاجتماعي المقبل.وكشفت مصادر مطّلعة من الحكومة، أن أعضاء الطاقم الحكومي لم يتلقوا أي استدعاء من طرف مصالح رئاسة الجمهورية لحضور ما يُعرف بجلسات الاستماع التي يُخصّصها رئيس الجمهورية مع وزراء الحكومة لتقييم أدائهم طوال السنة، ومحاسبتهم على التعطيل والتماطل في إنجاز مشاريع برنامجه.ويُعدّ هذا الاستغناء عن جلسات الاستماع، سابقة منذ تولّي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زمام كرسي المرادية سنة 1999 حيث سنّ منذ تولّيه مقاليد الحكم سنّة استقبال الوزراء انفرادا في مقرّ الرئاسة لتقييم أعمالهم طوال السنة ومعرفة النقائص والاختلالات التي تشهدها قطاعاتهم خلال أيام رمضان. وعلى الرغم من أن كلّ الوزارات المعنية بجلسات الاستماع، قد قامت بإرسال ملفّاتهم التي طلبت منهم قبل شهر، إلا أن مصالح الحكومة لم تتلقَ أية إرسالية من رئاسة الجمهورية تبلّغها فيها تاريخ الشروع في جلسات الاستماع، عكس ما كانت تسير عليه العادة في الأعوام الماضية، والتي كانت الحكومة خلالها تتلقّى إرسالية مفادها تخصيص أول أيام رمضان لبدء الجلسات، وأكدت مصادر ''النهار''، أن الوزراء أعدوا تقارير مفصّلة حول نشاطات قطاعاتهم خلال السنة الفارطة، كما جرت عليه العادة، وسلّمت نسخا منها للرئاسة، غير أن الرئيس يكون قد فضّل الاطّلاع على تقارير الوزراء من دون لقائهم في مكتبه ومساءلتهم على غرار السنوات الماضية. ويأتي هذا القرار، في وقت تعرف 6 وزارت شغور منصب الوزير، على غرار وزارة العمل، والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والأشغال العمومية، والتعليم العالي، والنقل والتهيئة العمرانية، بالإضافة إلى وزارة العدل التي تم تعيين وزيرها رئيسا للمجلس الدستوري، ومن المنتظر أن يتم التغيير الحكومي بعد الدخول الاجتماعي، بعدما تأجّل 3 أشهر، بسبب انشغال عدّة قطاعات بتكملة برامج عاجلة على غرار التربية والتجارة والمجاهدين.ويرى متتبّعون، أن قرار الرئيس عدم الاستماع لعروض الوزراء والاكتفاء بتقارير صمّاء، يُعدّ مؤشّرا قويّا على استغناء الرئيس بوتفليقة عن خدمات هذه الحكومة وعزمه على المضيّ إلى تعيين حكومة جديدة لمباشرة الإصلاحات التي أعلن عنها منذ سنة وإشرافها على تعديل الدستور.