ركزت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، باللقاء الصحفى الذى عقده رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته أفيجادور ليبرمان مع صحفيين أتراك كبار فى إسرائيل أمس، زاعمة أن اللهجة كانت إيجابية وتوحى بتوجه جديد لدى الجمهور والإعلام التركى تجاه إسرائيل.وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن وزارة الخارجية الإسرائيلية عبرت عن رضاها من اللقاء، حيث أوضح مسئولون بالوزارة أنهم لمسوا نوعا من التغيير فى الصحافة التركية وتفاجأوا عندما لمسوا أن نتانياهو وليبرمان رغبا فى إجراء هذا اللقاء، كما تفاجأوا أيضاً من طبيعة التصريحات التى أدلوا بها للصحفيين الأتراك.وتساءلت الصحيفة العبرية: هل تلك اللقاءات ستؤدى لتغيير فى العلاقات بين الجانبين، فى ظل الرغبة الشديدة لدى إسرائيل بتحسنها، والضغوط التى يمارسها الرئيس الإسرائيلى على نتانياهو من أجل التصالح مع القيادة التركية من منطلق أن إسرائيل ستتمكن من العمل بحرية أكبر ضد إيران.وأضافت يديعوت أن المسئولين فى إسرائيل يؤكدون أنهم معنيون بالتوصل الى تفاهمات مع تركيا، موضحين أن هذا أن هذا الأمر له أهمية كبيرة وأن الولاياتالمتحدة تضغط فى هذا الاتجاه وخاصة على تل أبيب من أجل إبداء المرونة فى الموضوع التركى.ونقلت يديعوت إلى أن صحيفة "توديى زمان" التركية، نقلاً عن نتانياهو فى المقابلة مع الصحفيين الأتراك، إن إسرائيل وتركيا تبحثان عن طرق لإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها، بعد عامين من الاعتداء على سفينة "مرمرة" المشاركة فى أسطول الحرية الذى كان يهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.وأشارت الصحيفة التركية إلى أن نتانياهو تحدث للمرة الأولى مع صحفيين أتراك منذ الهجوم الدموى على سفينة مرمرة، مشيرة إلى أن إسرائيل تبعث مؤخراً برسائل حميمة إلى أنقرة ، لافتةً الى إن لقاء نتانياهو مع صحفيين أتراك تم فى غرفة ينعقد فيها المجلس الوزارى الأمنى الإسرائيلى، فى حين كان فى الخلفية العلمين الإسرائيلى والتركى.وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الصحف التركية كان قد كتبت أمس أن وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان قد صرح فى لقاءات صحفية أن إسرائيل معنية بالمصالحة مع تركيا، وفى الوقت نفسه شدد على أن إسرائيل لن تقدم الاعتذار عن مجزرة أسطول الحرية.ونقلت "توديى زمان" عن صحفييها فى القدس أن نتانياهو قد صرح بأنه "يسود المنطقة حالة من عدم الاستقرار، وأن إسرائيل وتركيا هما دولتان مستقرتان، وإنه يعتقد بوجود مصالح مشتركة للطرفين"، كما تحدث عما أسماه ب"التاريخ المشترك والمديد لليهود والأتراك".ونقلت الصحيفة التركية عن مسئول إسرائيلى وصفته بأنه رفيع المستوى، قوله إن إسرائيل وتركيا تحاولان إيجاد "المعادلة السحرية" التى تتيح تحسين العلاقات بين الطرفين، بالرغم من أن هذه المحاولات لم تثمر حتى اليوم.وأضاف المسئول الإسرائيلى أيضا إنه أبلغ الأتراك بأن إسرائيل منفتحة على اقتراح من قبل طرف ثالثا بشأن "المعادلة السحرية" التى يفترض ألا تمس بمكانة أى من الدولتين، على حد قوله، مدعياً أن المفاوضات مع تركيا لم تتوقف أبدا، وأنه لا يزال هناك قنوات مفتوحة.وأشار المسئول الإسرائيلى إلى أن الظروف والمصالح تتغير، وأنه يجب التركيز على ما يتناسب مع ذلك، مضيفاً: أن هناك تغيرات سريعة تحصل، والظروف قد تقود إلى المصلحة القومية التى بدورها تخلق الإرادة.وبحسب يديعوت فقد ألمح المسئول الإسرائيلى إلى أن تركيا وإسرائيل تتشاطر المعلومات الاستخبارية عن طريق الولاياتالمتحدة، وفى الشأن السورى قال إن إسرائيل وتركيا تتشاطر بان القلق بشأن الأسلحة الكيماوية التى قد تقع بأيدى منظمات وصفها بأنها "غير شرعية".