احتشد آلاف اليونانيين في معرض سنوي في سالانيك ثاني أكبر مدينة في اليونان اليوم للاحتجاج على جولة جديدة من تخفيضات الأجور ومعاشات التقاعد طالب بها المقرضون الدوليون مقابل تقديم مساعدات لتجنيب البلاد السقوط في هاوية الإفلاس. والمظاهرة التي شارك فيها نحو 15 ألف من أعضاء النقابات واليساريين هي أول احتجاج كبير ضد حزمة تقشف بقيمة 12 مليار يورو يعدها رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس لاسترضاء مفتشي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي الذين وصلوا إلى أثينا أمس للتحقق من مدى التقدم الذي أحرزته اليونان على طريق الإصلاح. وأحرق بعض المتظاهرين أعلام الاتحاد الأوروبي بينما قام آخرون بإلقاء البطيخ والخوخ للتعبير عن دعمهم للمزارعين المتعثرين غير أن الاحتجاجات التي غلب عليها الطابع السلمي انتهت دون حوادث في ظل مراقبة 3500 رجل شرطة لها. وتسعى اليونان حثيثا للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية تتعرض لها في فترة ما بعد الحرب والتي تسببت في وصول معدل البطالة إلى 25 بالمئة وارتفاع مستويات الفقر وإغلاق الاف المشروعات التجارية. وعلى غير العادة اكتفى ساماراس بظهور مقتضب لافتتاح المعرض والدفاع عن التخفيضات المقررة بدلا من إلقاء الخطاب السنوي المعتاد حول السياسة الاقتصادية الذي درج رؤساء الوزراء السابقين على القائه في هذه المناسبة. وقال ساماراس أمام مجموعة من السياسيين والمسؤولين المحليين "إننا نحاول تقليل المعاناة الناجمة عن التخفيضات إلى أقل درجة ممكنة لكن يجب علينا تطبيق هذه التخفيضات لأنه ليس هناك سبيل آخر ، أقول لكم الحقيقة.. ليس هناك سبيل آخر .