خدمات حديقة التسلية بن عكنون الزهيدة تغري مختلف الهوايات والنفحات تسجل حدائق التسلية توافدا كبيرا من المواطنين في فصل الصيف، هروبا من حرارته المرتفعة، للاستجمام وبحثا عن متنفس طبيعي، منافسة إغراءات الشواطئ والمركبات المعدنية، حيث تعرف حديقة التسلية لبن عكنون، توافدا كثيفا من كل الفئات العمرية، تبحث عن الراحة والمتعة لما يتوفر عليه هذا الفضاء الطبيعي وموقعه الاستراتيجي الذي يتوسط العاصمة والمدن الكبرى المجاورة، وذلك رغم بعض الولسكات المشبوهة للشباب في جيوب الحديقة. أحاديث العائلات الوافدة تؤكد أن قدومها إلى الحديقة يأتي تلبية لطلب أطفالها لزيارة الحيوانات والتمتع بالألعاب المتوفرة، في وقت فضلت الكثير منها الذهاب إلى أماكن أخرى بعد أن عزفت العائلات عن دخول الحديقة نظرا للتصرفات المشبوهة للشباب، حيث لا يخلو اجتماع العشاق من تجاوزات أخلاقية، حيث تعتبر الغابة المقترنة بالحديقة مكانهم المفضل، ويعتقدون أنهم يمارسون فيها طقوسهم الحميمية، بعيدا عن أنظار رواد وحراس الحديقة. فمازالت ظاهرة الثنائيات التي كانت تميز عموم الحدائق حاضرة ومنتشرة وتعرف طفرة استثنائية في فصل الصيف، حيث لا يخلو أي ركن من الحديقة من ثنائي أو اثنين، إذ يجدون في الحدائق المكان الأكثر ملاءمة لاجتماع العشاق .. والأمر المثير للانتباه أن معظمهم لا تتجاوز أعمارهم ال 17 سنة، فهم من طلبة الجامعة، وحتى من الثانويات والمتوسطات. وحسب أحد الثنائي "علي.غ وسمية.ص" اللذان وجدناهما هناك، يدرسان في السنة الأولى من التعليم الثانوي، فإن اللجوء إلى الحدائق آمن ويوفر مطلب الابتعاد عن أنظار أسرهم، بينما يفضل الثنائي الآخر "كمال.س ومنال.ج" القدوم إلى الحديقة لأنها في متناول قدرتهم المادية، فهم يفضلون دفع 50 دينارا ثمن تذكرة الدخول على الدخول إلى قاعات الشاي التي لا يقل ثمن الجلوس فيها وتناول أكواب الشاي والمرطبات عن 800 دينار. كما التقينا مجموعات من طالبات الأحياء الجامعية اجتمعن في الحديقة من أجل قضاء آخر الأيام الدراسية وأخذ صور تذكارية قبل العودة إلى بيوتهن بالمدن البعيدة، وكانت إحدى هذه المجموعة تتكون من 4 طالبات بمعهد الإعلام، وهن سعاد، وفاء، آمال، وهوارية، ينتمين إلى الإقامة الجامعية للبنات جيلالي اليابس، قدمن من مدينة الجلفة، بسكرة، تيارت وقسنطينة، يتقاسمن نفس الغرفة منذ سنتين، وقد تعودن على المجيء إلى هذا المكان كلما سنحت لهن الفرصة لذلك، لأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن جو الدراسة، حيث أكدن أن هذا اللقاء الذي جمعهن أول أمس هو آخر لقاء بينهن لهذا العام بعد انتهائهن من الامتحانات، و تفوقن في عامهن الدراسي، وأنهن سيغادرن الإقامة مباشرة للتوجه إلى عائلاتهن وقضاء عطلة الصيف. الطالبات اعتبرن حديقة التسلية مكانا مناسبا لهن وأفضل من الذهاب إلى الشواطئ التي تتطلب ترتيبات خاصة، وعلى رأسها مسألة النقل، لذلك فإن معظم طالبات الإقامات الجامعية يفضلن الذهاب إلى البحر في إطار رحلات منظمة من الإقامة، وما دون ذلك فهن يلجأن إلى حديقة التسلية. وفي سياق حديثهن، أكدن أنهن يفضلن الجلوس قرب العائلات الوافدة خوفا من تحرشات الشباب ومضايفاتهم لهن..