كشفت مصادر مسؤولة من محيط القطاع الصحي بولاية غليزان عن تسجيل عدة نقائص تعترض العاملين في المؤسسات العمومية الاستشفائية الثلاث، فضلا عن بنايات العيادات والمراكز الصحية وحتى الجوارية منها. وسجل المعنيون عدم توفر الإمكانات المادية بالخصوص والبشرية خصوصا على مستوى الأقسام الحساسة ونضوب كميات الأدوية وتعطل الأجهزة الطبية. وتعاني الأقسام والعيادات التي تمت معاينتها من عدم وجود أجهزة تصفية الدم، إذ يضطر مرضى الكلى إلى الاستنجاد بالمؤسستين الاستشفائيتين بوهران ومعسكر إلى جانب نقص حاد في الأدوية على مستوى المخابر الطبية. وتظل ظاهرة نقص الأطباء الأخصائيين ميزة انفردت بها القطاعات الصحية لولايتي معسكر وغليزان، ففي هذه الأخيرة يبقى العدد محدودا ولا يتجاوز 67 أخصائيا بكل المؤسسات الاستشفائية للولاية وهو ما أفرز تدهورا في الخدمات الصحية. وكانت أولى الضحايا على مستوى القطاع الصحي لولاية غليزان تتمثل في وجود أمراض مهنية أصابت عمال القطاع بسبب عدم توفر شروط مهنية ووقائية. وبحسب آخر الإحصاءات، سجلت مديرية الصحة والسكان للولاية تعرض 20 ممرضا للإصابة بداء الالتهاب الكبدي المزمن والذي أثر بشكل كبير على المصابين نتيجة محدودية المتابعة الصحية وتدني الظروف المعيشية والوظيفية للمصابين. وقد سجلت مصالح المديرية أيضا اكتشاف 5 حالات لحاملي فيروس فقدان المناعة الإيدز، وجميعهم ينتمون للقطاع الصحي بالإضافة إلى تسجيل اكتشاف 21 حالة بمرض السل وسط العمال وخصوصا لدى العاملين بمصلحة الوقاية من الأمراض المعدية وحالات أخرى تتعلق بالانهيار العصبي بفعل الضغوط المهنية. الأمراض المهنية لم تستثن العنصر النسوي، إذ تم اكتشاف 5 حالات إصابة بسرطان الثدي لدى قابلات يعملن في مصلحة التوليد والأمومة و3 حالات لمرض التهاب العين وسجلت الطبقة العاملة انبعاث رائحة نتنة للتفاعلات الكيمياوية الصادرة من مخزون الأدوية، ودعا هؤلاء إلى تدخل وزارة السعيد بركات قبل أن تتفاقم الأوضاع.