بعد ان شكلت نموذجا عالميا للامتياز التحريري ومؤسسة عريقة تحظى باحترام يوازي مكانة العائلة المالكة في بريطانيا، تشهد هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) حاليا واحدة من اسوأ أزمات الثقة في تاريخها بعد استقالة مديرها العام بسبب ادارته المثيرة للجدل لفضيحتين بشان استغلال الاطفال جنسيا. وقدم جورج انتويسل (50 عاما) استقالته مساء السبت بعد شغله منصبه لفترة قصيرة غير مسبوقة لم تتجاوز 54 يوما شكلت كابوسا على رأس المجموعة السمعية البصرية العامة الاولى عالميا. في اواخر اكتوبر بدى ضعف موقفه في جلسة غير مقنعة امام لجنة برلمانية. ثم اتت رصاصة الرحمة في مقابلة حادة مع صحافي من الاذاعة الرابعة للشبكة السبت، حيث رسخت مداخلته المترددة صورة رئيس لا يسيطر على مجرى الاحداث الى حد وصفه على محطته نفسها ب"جورج اللافضولي". ويتحمل المدير العام مسؤولية فشل مزدوج لبرنامج نيوزنايت الذي كان يعتبر رمزا للصحافة التحقيقية كما ارستها البي بي سي.