هناك حملات لتشويه السينما الجزائرية أكد الناقد المسرحي السوري احمد عبيدو أن السينما الجزائرية أريد لها أن تدمر وتتلاشى نهائيا من الساحة الفنية، أو على الأقل أن تحطم وتبتعد عن تأدية واجبها الضروري، وهذا في وقت مضى أثبتت تألقها في الميدان. وقال عبيدو في حديثه ل "النهار" أن السينما الجزائرية شهد لها بالكثير بالنظر إلى ما كانت تقدمه ، حيث أوجدت لنفسها حيزا مهما وسط الساحة العربية والدولية، بالإضافة إلى الأعمال الجيدة والجادة التي سجلت حضورها على الساحتين، لكن وحسب المتحدث فقد أرادت بعض الأطراف التي لا تخدمها السينما الصادقة والهادفة أن تبقى على ما هي عليه ، ففضلت هذه الأطراف أن تسحق السينما الجزائرية و تدفن الإنتاج السينمائي الجزائري على غرار ما أرادت للسينما المصرية والعربية بشكل عام، وهذا لان هذه الأخيرة في مجملها كانت تخدم قضاياها الوطنية والتاريخية بالتحديد في بداية عهدها. وأشار في ذات السياق الناقد السينمائي احمد عبيدو الذي زار الجزائر في إطار الأسبوع الثقافي السوري، إلى أن السينما العربية عموما شكلت هاجسا لبعض الدول الأجنبية ذات التواطؤ الصهيوني لأنها كانت تبحث عن كشف الحقائق عن تاريخها وتدافع من خلال إنتاجها السينمائي عن قضاياها الجوهرية وهو الشأن بالنسبة للسينما الجزائرية، إلا أن هذه الدول الأجنبية الاستعمارية بالتحديد جندت قدراتها لاختراق الإبداع السينمائي العربي و جعلته يحيد عن القضايا المهمة بتمييعه وإدخاله في دائرة تتناول المواضيع الساقطة والمواضيع التي تعيق تقدمه في المجال وتخلق لديه فوضى إنتاج لا غير، لتتحكم هذه الدول في السينما وكل ما تعلق بها وهو ما يحدث اليوم. وعن موضوع الاختراق الأجنبي للسينما وبشان الأعمال السينمائية السورية سواء التي تم عرضها أو لا تزال في طور الإنتاج، قال عبيدو أن اكبر مشكل يعاني منه الإنتاج السينمائي العربي هو هيمنة اليهود على مصادر الإنتاج و الإخراج و كذا التوزيع وغير ذلك بمؤسساتها الكبرى، وبالتالي وجد الإبداع العربي نفسه في موضع استغلال، أما بالنسبة لسوريا يضيف موضحا أن الشأن مختلف لان هذه الأخيرة علاقتها متوترة مع الإسرائيليين شعبا وحكومة ، وفي غياب أي محاولة للتطبيع أو التعاون لا من قريب أو بعيد وجدنا أنفسنا بعيدين جدا من محاولات الاختراق إلا القليل منها لكنها في الأخير ولحسن الحظ تفشل. ليشير إلى أن الأعمال السينمائية السورية حاولت معالجة الواقع الوطني بالتركيز عليه في اغلب الأعمال، كما أن لها محاولات أخرى في مختلف القضايا العربية خاصة مع شقيقتها لبنان، في محاولة منها لمساندتها في قضاياها الشائكة. وفي حديثه عن السينما الفلسطينية وما يدور حولها من انتقادات تعلقت بالدرجة الأولى بعمليات التطبيع مع إسرائيل والصراع الداخلي، ووقوفها ضد مقاومة السلاح من جهة، ومعارضتها لفكرة التحرر بالعمليات الاستشهادية التي تقوم بها أطراف من المقاومة الفلسطينية، وقد برز ذلك جليا في فيلم " الجنة الآن"، قال عبيدو أن الإنتاج السينمائي الفلسطيني يشرف على اغلبه منتجون أجانب من الموالين لإسرائيل وبالتالي وجد الفلسطيني نفسه مجبرا على أن يقف أمام قضيته العادلة ، ويروج لفكرة خاطئة . وقد يكون هذا حسب ذات المتحدث إما سببه عمالة فلسطينية اسرائلية، أو محاولة الفلسطيني تحدي واقعا مفروض عليه بقوة. وباعتبار انه ناقد سينمائي وباحث في الميدان قال السوري احمد عبيدو أنه يحب أن تتخطى السينما العربية عتبة الظلام التي أقحمت فيها بفعل فاعلين، ووجب على المشرفين عنها من فنانين ومخرجين وحتى كتاب ونقاد أن يبحثوا لها عن علاج يعيد ها إلى مسارها الطبيعي، ويرجعها إلى حالة نضالها السابق، في الدفاع عن قضاياها الصادقة والرئيسية على غرار ما تقوم به السينما العالمية أو الدول الأجنبية لحد الآن. وأكد الناقد عبيدو في آخر حديثه انه يفضل العمل السينمائي الواقعي أو ما يسمى لدى المختصون بالسينما الواقعية لأنها تقدم البديل والجديد دائما، وتحاول أن تصنع رأيا عاما، لا أن تغرق المتلقي في عالم من الخيال هو في غنا تام عنه.