تلقى خلال الآونة الأخيرة، عدد كبير من المشتركين في الهاتف النقال بأغلب ولايات الوطن، لاسيما المشتركين في شبكة "جيزي" و"موبيليس" عددا من الرسائل القصيرة "أس أم أس" التي تزف لهم خبر نجاحهم في الطمبولا، التي تنظمها الجهة المرسلة لتلك الرسائل القصيرة والتي تحمل عنوان MBCTV، وتسمح لهم بالفوز بعدد من الهدايا والمبالغ المالية في حال الاتصال بالرقم الموضوع تحت تصرفهم. فقد أكد لنا في هذا الخصوص، عدد من المشتركين في الهاتف النقال، والذين تلقوا تلك الرسائل القصيرة، على أنهم كانوا من بين ضحايا رسائل ال "أس أم أس"، خاصة وأن الواحد منهم كان يتلقى في الأسبوع الواحد أكثر من رسالة نصية ومن جهة واحدة. وعن محتوى الرسالة، فقد كشف لنا "عمار"، شاب يبلغ من العمر 24 سنة، بأن الرسالة القصيرة التي تلقاها عبر هاتفه النقال، ثلاث مرات خلال أسبوعين، تحمل رقمه الشخصي وتؤكد له خبر فوزه وقبول مشاركته في الطمبولا المنظمة، والتي تسمح له في حال المشاركة بالفوز والحصول على مبلغ 10 آلاف أورو، وكذا رحلة مجانية إلى فرنسا، إضافة إلى رقم ملفه الخاص بالطمبولا، ورقم هاتف الجهة المرسلة والذي يحمل الترقيم الدولي رقم 0042 (من المحتمل جدا أن تكون رسالة قادمة من إحدى دول أوروبا الشرقية). أما فيما يخص الطريقة التي يتم اتباعها أثناء الاتصال والمشاركة في الطمبولا، فقد أكد المتحدث، بأن الرسالة القصيرة، طلبت منه الاتصال برقم دولي متكون من 14 رقما، وهو ما قام به، حيث وبعد اتصاله، قامت إحدى السيدات التي تتحدث باللغة الفرنسية، بالرد على مكالمته الهاتفية، وشرحت له طريقة المشاركة، قبل أن تطلب منه بالضغط على الرقم واحد للتنقل إلى المرحلة الموالية. وحسب ذات المتحدث، فإنه قام باتباع جميع الخطوات المطلوبة، ليكتشف بأن رصيده والمقدر ب 1200 دينار، قد نفد في أقل من ثماني دقائق. وهو نفس الكلام الذي وجدناه متداولا لدى أكثر من شخص تحدثنا معهم بخصوص الموضوع، في الوقت الذي استغل عدد من المشتركين في شبكة الهاتف النقال، وبخاصة مشتركي "جيزي" و"موبيليس"، ليطلبوا من مسؤولي الشركتين، بضرورة التدخل في أقرب وقت ممكن، من أجل وضع حد لتلك الرسائل القصيرة التي باتت تزعجهم، خاصة وأن عددا كبيرا منهم، قد فقدوا المئات من الدقائق، أثناء اتصالهم بتلك الأرقام المجهولة، بعد أن ظنوا بأن أبواب الثراء قد فتحت في وجوههم. من جهة أخرى، وأثناء تصفحنا لشبكة الأنترنت، لمعرفة المزيد حول تلك الرسائل القصيرة، اكتشفنا بأن تلك الرسائل لديها ضحايا ليس في الجزائر فقط، بل حتى في دول عربية، كالإمارات والمغرب، مما يطرح التساؤل حول الجهة التي تنصب وتحتال على الملايين من مشتركي الهاتف النقال في العالم العربي، وكذا المغزى والهدف من وراء ذلك. ونشير في الأخير، الى أن الرسائل القصيرة المجهولة، تأتي متزامنة مع الرسائل القصيرة، التي بات يتلقاها عدد كبير من الجزائريين والعرب، عبر بريدهم الإلكتروني على شبكة الأنترنت، وبخاصة مشتركي "ياهو " الفرنسي.