ترغب النمسا في تعزيز علاقاتها مع الجزائر "أكثر فأكثر" لا سيما في المجال الاقتصادي حسبما صرح به اليوم الخميس مسؤول بسفارة النمسا في الجزائر.و أكد المستشار التجاري بسفارة النمسا ماركوس هاس خلال ملتقى حول "اللحظات القوية التي ميزت العلاقات بين الجزائر و النمسا" الذي نظم في إطار الذكرى ال50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين "أن الجزائر و النمسا تواصلان جهود التعاون من أجل إقامة شراكة نوعية و تجسيد مشاريع ذات منفعة متبادلة".و أشار هاس إلى أن عدد المؤسسات النمساوية "في تزايد" على مستوى السوق الجزائرية مضيفا أن الجزائر أصبحت على مر السنين الشريك الأول للنمسا في المغرب العربي و الثاني في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا. و أكد أن 12 مؤسسة نمساوية تنشط حاليا في الجزائر في عدة قطاعات على غرار النقل بالسكك الحديدية و البناء و الأشغال العمومية في حين أبدت أخرى رغبتها في الإستثمار بحيث تجري اتصالات منتظمة مع شركائها في الجزائر.و فيما يخص التبادلات التجارية تتشكل الصادرات النمساوية التي سجلت رقما قياسيا جديدا قدر بحوالي 200 مليون أورو خلال 2012 من التجهيزات الصناعية و الورق و الخشب و المنتوجات الصيدلانية و عتاد القولبة إضافة إلى تقنيات تربية المواشي.و تستورد النمسا من الجزائر مواد طاقوية و مشتقات النفط .و من جهة أخرى وصفت الوزيا فورغيتر سفيرة النمسا بالجزائر العلاقات الجزائرية النمساوية ب"الجد عميقة" مشيرة إلى آن زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في جوان 2003 الى فيينا اضفت "ديناميكية جديدة" على هذه العلاقات.و قالت أن "علاقاتنا التجارية و الاقتصادية تعززت مع بداية السبعينيات بفضل تدشين مكتب الاقتصاد الخارجي للنمسا بالجزائر"موضحة أن هذا المكتب يشكل "حجر زاوية" في صرح العلاقات الثنائية بين الجزائر و النمسا و "جسرا" ل"تعزيز هذه العلاقات أكثر".و اضافت ان العلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين ستسمح ببروز شراكات قائمة أساسا على تحويل المهارة في مختلف قطاعات النشاط في الجزائر.و اعتبرت فتيحة عقاب ممثلة وزارة الثقافة منظمة هذا الملتقى مع سفارة النمسا أن "العلاقات الجيدة القائمة بين الجزائر و النمسا مدعوة إلى أن تتعزز أكثر".و ذكرت أن العلاقات بين البلدين "قديمة جدا" و تتميز "بتضامن" النمسا مع الجزائر خلال حرب التحرير الوطني.