دعت سفيرة النمسا بالجزائر السيدة ألوزيا فرجاتر أول أمس بتلمسان، إلى تعميق آفاق الشراكة بين البلدين ليتعدى ذلك المجال الثقافي، وصرحت أن هناك عملا ينتظر البلدين في هذا المسعى، خلال إشرافها على افتتاح الأيام الثقافية للنمسا بمناسبة مشاركتها في تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«. وأوضحت السيدة ألوزيا فرجاتر أن مشاركة النمسا في هذه التظاهرة الثقافية العالمية لا يجب أن تختزل في احتفالية تلمسان ولابد أن تتعزز في أكثر من مجال، مشيرة إلى أنه بمثل هذه الشراكة ستتوطد علاقة الصداقة التي تجمع الجزائر والنمسا. وبخصوص نوعية المشاركة النمساوية، كشفت المتحدثة أنها تتمثل في معرض صور فوتوغرافية جمعت مصورا جزائريا ومصورا نمساويا حول المعالم الإسلامية في العاصمة فيينا، كدليل على الرغبة في تعزيز التقارب بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، لهذا الغرض تم تعيين المصور الجزائري مولاي أحمد بلحول والنمساوي كريستيان فاختر الذي شارك في ورشة الصور الفوتوغرافية التي نظمها الاتحاد الأوروبي بالجزائر العاصمة في الخريف الماضي. وقالت السفيرة إنه من الشرف الحضور إلى بلد صديق كالجزائر يحتضن تظاهرة كبيرة، وتابعت تقول إنه بالرغم من بساطتها فهي نابعة من القلب، حيث تسعى إلى إضافة بعد آخر للثقافة الإسلامية من خلال فن التصوير وعبره يمكن الحديث عن الثقافة في النمسا، ونبهت إلى ''أن معرفة الآخر والتفتح عليه سيمكننا من معرفة أنفسنا أكثر". وكشفت المتحدثة أن عدد المسلمين بالنمسا مقدر بنصف مليون نسمة من إجمالي السكان المقدر عددهم بثمانية ملايين نسمة، يعيشون في كنف السلم والهدوء، وأضافت -في هذا الصدد- أن النمسا كانت السباقة إلى الترخيص لممارسة الشعائر الدينية، حيث تستعد العام المقبل إلى الاحتفال بمئوية صدور قانون منح الاعتماد والترخيص في ممارسة الشعائر الدينية بحرية. يذكر أن المصور الجزائري أنجز عمله في مدة أسبوع بدعوة من السفارة النمساوية، ووسم معرضه ''مسلمون في فيينا''، ويبرز في 31 صورة مختلف المعالم الإسلامية وحياة المسلمين في العاصمة النمساوية، أما نظيره النمساوي فقد عرض 33 صورة. وبالموازاة، فقد تم عرض فيلم وثائقي أنجزه التلفزيون الجزائري تحت عنوان ''مسلمون في بلد موزار''.