أحيت الفنانتان جزائريتا الأصل شريفة لينا وزاهو السهرة الثامنة من سهرات الكازيف تحت الموسيقى الصاخبة للديجي "اللورد عيسى"، إذ تجاوب الجمهور معهما في كل اللحظات على الخشبة، خاصة مع الاجتهاد الكبير الذي أبدته الفنانتان من أجل إرضاء وامتاع الجمهور الحاضر مستعملتان شتى الطرق لجلب الجمهور الذي كان يتيه بين اللحظة والأخرى لعدم فهم أو عدم حفظه لكلمات الأغاني المرددة من طرف الفنانتين. هذا لم يمنع من تجاوب البعض الآخر مع كل الأغاني الملقاة مرددين كلماتها واحدة بواحدة خاصة من طرف الجالية الجزائرية بالمهجر التي تحفظ لهما الكثير من إنتاجهما الفني واللتين سجلتا حضورهما بقوة. فبعد ربع ساعة من المتعة مع الديجي "اللورد عيسى"، دخلت الفنانة شريفة لينا تحت تصفيقات الجمهور الذي تجاوب كثيرا مع رقصاتها الخفيفة والمتنوعة مرددا معها عدة أغاني، كما أعادت بعض الأغاني الرومانسية التي أظهرت فيها الفرقة المنظمة تنسيقا كبيرا في اختيار الأضواء الرومانسية وإضفاء نوع من الظلمة على المدرجات، وغنت كذلك للمرأة شاملة بذلك كل الفئات. كما حاولت في العديد من المرات دغدغة شعور الحاضرين بخلق جو من الحيوية كاستعانتها بمجموعة من الفتيات للرقص معها وتقسيمها الجمهور إلى فرق تتنافس فيما بينها حول القدرة على التجاوب أكثر. وبنفس الريتم دخلت زميلتها الفنانة زاهو، التي أضفت جوا حماسيا إضافيا بمحاولة أدائها لعدة أغاني باللغة العربية وكذلك تعليقاتها من الحين والآخر باللغة العربية كذلك، والتي تجاوب معها الجمهور كثيرا، كما غنت زاهو على الغربة وتجاوب معها الجمهور، هذا وبعد المهارة العالية في الرقص وتغيير نوعية الصوت الذي أظهرته الفنانة. وفي وقت متأخر من السهرة الثامنة، دخلت فرقة جمعاوي أفريكا الخشبة مؤدية عدة أغاني ضمن الطبوع الڤناوية كأغنية "يالله توب عليا" و"لا إله إلا الله" مع نوع جد خاص من الموسيقى الصاخبة التي هزت المدرجات وأرقصت الجمهور القليل الذي بقي فوق المدرجات. أصداء سلوكات لا تراعي إحساس الجمهور أطال المنظمون بعد إنهاء الفنانة زاهو لحفلتها في وضع الآلات الموسيقية الخاصة بالطابع القناوي وسحب الآلات التي كانت على الخشبة في جو من الظلمة مما أدى بالجمهور إلى التفكير في أن السهرة قد انتهت والمنظمون بصدد جمع لوازهم فهم بعضهم بالخروج قبل الوقت. فرقة جمعاوى أفركيا للاحتياط فقط بعد إنهاء الفنانة زاهو لحفلتها والتوقف الكبير الذي استغرقه إعادة تنظيم الآلات الموسيقية، ظهرت المنشطة إلى الجمهور سائلة إياه ما إذا كان يحبذ مواصلة السهرة أم لا، وكأن فرقة جمعاوى أفريكا غير مبرمجة لإحياء حفلها وإنما لإرضاء الجمهور فقط، أو كما يحب الجمهور إذا أراد الانصراف فلا داعي للفرقة من إحياء هذا الحفل. برمجة فرقة جمعاوى أفريكا في آخر السهرة التي تمت الساعة الثانية ليلا جعلها تؤدي أغانيها أمام مدرجات شبه فارغة بعدما كانت مكتظة عن آخرها، وهو ما عمق في الإحباط الذي تعاني منه هذه الفرقة في ظل هضم حقها من طرف المنظمين.