تشير التقارير الميدانية التي أجراها أعضاء المجلس الشعبي الولائي بالوادي حول وضعية الامتياز الفلاحي إلى وجود تناقض صارخ بين الإمكانيات المادية المرصودة والمشاريع المنجزة واقعيا وهي لا تعكس حقيقة الأهداف الكبيرة والطموحة التي رسمتها الدولة لتحقيق آمال المواطنين في رؤية فلاحية متطورة بمعنى تحقيق طفرة في الإنتاج ليحقق فائضا يدفع إلى التصدير أو التصنيع، فضلا عن الاكتفاء نتيجة تحويل الكثير من المستفيدين أموال الامتياز إلى مشاريع إقتصادية تاركين مئات الهكتارت التي ءنفقت عليها الدولة الملايير أراض بور.. هذا وكشفت الوثائق الرسمية التي تحصلت عليها "النهار" حجم المبالغ المرصودة من طرف الدولة لدفع القطاع الفلاحي بالمنطقة حيث تبلغ المساحة الإجمالية للامتياز الفلاحي 3082 هكتار -حسب تقرير المصالح الفلاحية- موزعة عبر 18 بلدية بمبلغ إجمالي يفوق 3000 مليار سنتيم أنفقت حول 24 مشروع إمتياز استفاد منها حوالي 8702 فلاح. غير أن جل المحيطات توجد اليوم في وضعية متردية فهي فارغة وبور بسبب التأخر الكبير في تسليم القطع لأصحابها وقد عادت بعض الأرضيات إلى أكوام من الرمال والعوامي، رغم الخسائر الفادحة في تهيئة وتسوية الأرض بسبب عدم إكتمال الانجاز أو توقفها مما حول برنامج الامتياز إلى عنوان للفشل وعدم الجدية من البداية إلى نهايته أثار الكثير من الكلام شعبيا حول تحويل أمواله إلى وجهات إقتصادية أخرى بعدما عمد العشرات من المستفيدين إلى تحويل الأموال التي استفادوا منها إلى وجهات أخرى، ناهيك عن تشكيكهم في قدراتنا على الاستفادة من الطفرة البترولية التي تنعم بها البلاد. وأبرز التقرير التماطل الكبير في الدفع ببرامج الإمتياز، حيث توجد بعض محيطات الامتياز انطلقت كمحيطات ببلديات الطريفاوي الثلاثة الصحن الأسود، الخبينات وإميه جير وهي تشهد حركية وإعمار رغم تحول جلها للنشاط التجاري بزراعة البطاطا وتعاني من نقص الماء واحتراق المضخات، وعدم استغلال الآبار المنجزة بسبب عدم تفاهم الفلاحين حول تخليص فواتير الكهرباء غير أن نقص المسالك الفلاحية ساهم بشكل كبير في عرقلة الفلاحين. ومن عجائب برنامج الإمتاز بالوادي محيط المالحة الذي وزع على الفلاحين غير أنهم إكتشفوا أنهم سلمت إليهم قطع غير مهيأة للاستغلال بسبب النقائص الناتجة عن سوء الإنجاز بعدما استهلك المحيط 87 بالمائة من المبلغ المخصص له وبعض الفلاحين اليوم هم في ورطة حقيقية، منهم من هرب بعد أن بذل من جهده وماله ووقته الكثير، وبعضهم أشجاره مهددة بالموت وهو في وضعية يعجز عن حمايتها بسبب غمر المياه لقطعته، ناهيك عن السواقي التي أنجزت بحيث لا تؤدي دورها في الصرف وخطر المياه على الطريق الوطني والفلاح الذي يريد إنجاح مشروعه عليه ان يدفع أموالا طائلة كي يتمكن من ذلك، حتى أن لجنة الفلاحة بالمجلس كانت طالبت بتشكيل لجنة للتحقيق في أموال الشعب التي ذهبت سدا. ونفس الوضعية تنتظر محيط البعاج الذي بلغت نسبة الاستهلاك به 54 بالمائة وكذلك محيط الطرفة بسيدي عمران التي لم تتجاوز نسبة الاستهلاك به 28 بالمائة وهي نفس وضعية المحيط الجواري بإمسه ونسة.