في ظل اختلال معادلة التنمية التي باشرتها السلطات بالمناطق الغربية للولاية يواجه سكان المناطق النائية بالجنوب الغربي لولاية غليزان أزمة حادة في مياه الشرب التي طالت معظم دواوير الجهة، فزيادة على انعدام هذه المادة الحيوية بدواوير عدة، تشهد الحنفيات الجماعية التي أنجزتها مصالح الري وسط التجمعات السكانية الكبيرة النائية الجفاف، وهو ما أدى بالسكان في هذا الفصل الحار للجوء إلى الآبار القريبة المخصصة للسقي الفلاحي والينابيع الموجودة بالجبال من أجل التزود بالماء الشروب. وأمام اختلال معادلة التنمية التي اختلطت أولوياتها على مسؤولي القطاع بالولاية، تبقى مئات العائلات القاطنة بالجهة تتكبد المعاناة في توفير كمية الماء اللازمة للشرب وقضاء الحاجيات المنزلية، بعدما استنفذت الدولة مبالغ طائلة في إعادة تجديد شبكة قنوات الري التي كان من المقرر توصيلها للماء الصالح للشرب إلى هذه المناطق، زيادة على أموال أخرى استنفذها القطاع في إنجاز الأنقاب الجديدة وعمليات التجديد التي جرت على قنوات الري المخصصة للسقي الفلاحي عبر عشرات الكيلومترات، والتي أصبحت هياكل إسمنتية بالمناطق النائية انعدمت فيها الحياة بعدما تعذر زيارة الماء لها. وفي انتظار ترتيب الأولويات يعيش سكان دواوير بن يحيى، أولاد مبارك والكبايدية ببلدية عين الرحمة الواقعة على مسافة 20 كلم عن عاصمة الولاية غليزان، وكذا سكان التجمعات السكانية الصغايرية، الطوايطية والبوازيد ببلدية "بن داود" حوالي5 كلم جنوب غرب الولاية معاناة حقيقية وحالة طوارئ لانعدام الماء الصالح للشرب بهذه الدواوير، الأمر الذي أجبرهم على الانتقال لمسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية من آبار الخواص المنجزة قرب محاضن الدجاج المنتشرة بالمنطقة و الينابيع المهجورة بالمنطقة، وهو ما جعلهم أمام هذا الوضع يناشدون مسؤول الولاية الأول تصحيح الوضع ودعم منطقتهم بالمشاريع الخاصة بالقطاع التي تمكنهم من حقهم في مادة الماء، وذلك بإعادة رسم أولويات التنمية بالمنطقة حتى تعم فائدتها الجميع، ويواكب قطاع الري مسيرة التنمية التي باشرتها الدولة في القطاعات الأخرى بالمنطقة، وذلك لوقف النزيف السكاني الذي افرغ المنطقة من كثافتها السكانية بالهجرة إلى البلديات التي تتوفر بها مقومات الحياة التي مازالت منعدمة عندهم.