يواجه سكان المناطق النائية لبلدية بوحجار بالطارف أزمة حادة في التزود بمياه الشرب التي طالت معظم دواوير الجهة، فزيادة على انعدام هذه المادة الحيوية بدواوير عدة، تشهد الحنفيات الجماعية التي أنجزتها مصالح الري وسط التجمعات السكانية الكبيرة النائية الجفاف، وهو ما أدى بالسكان إلى اللجوء إلى الآبار القريبة المخصصة للسقي الفلاحي والينابيع الموجودة بالجبال من أجل التزود بالماء الشروب. وأمام التأخر التنموي الذي شهدته فترة الجمود في المجلس الولائي، بقيت مئات العائلات القاطنة بالجهة تتكبد المعاناة في توفير كمية الماء اللازمة للشرب وقضاء الحاجيات المنزلية، بعدما استنفدت الدولة مبالغ طائلة في إعادة تجديد شبكة قنوات الري في توصيلها للماء الصالح للشرب إلى هذه المناطق، زيادة على أموال أخرى استنفدها القطاع في إنجاز الأنقاب الجديدة وعمليات التجديد التي جرت على قنوات الري المخصصة للسقي الفلاحي عبر عشرات الكيلومترات، والتي أصبحت هياكل إسمنتية بالمناطق النائية انعدمت فيها الحياة، بعدما تعذر زيارة الماء لها. وفي انتظار ترتيب عمليات التنمية، يعيش سكان دواوير بطوم، ومحمد الطيب... معاناة حقيقية وحالة طوارئ لانعدام الماء الصالح للشرب، الأمر الذي أجبرهم على الانتقال لمسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية من آبار الخواص المنجزة قرب المستثمرات الفلاحية والينابيع المهجورة، وهو ما جعلهم أمام هذا الوضع يناشدون المسؤولين المحليين تصحيح الوضع ودعم منطقتهم بالمشاريع الخاصة بالقطاع التي تمكنهم من حقهم في مادة الماء، وذلك برسم إستراتيجية للتنمية بالمنطقة حتى تعم فائدتها الجميع، ويواكب قطاع الري مسيرة التنمية التي باشرتها الدولة في القطاعات الأخرى بالمنطقة، وذلك لوقف النزيف السكاني الذي أفرغ المنطقة من كثافتها السكانية بالهجرة إلى البلديات التي تتوفر بها مقومات الحياة التي مازالت منعدمة عندهم.