انفجرت هذه الأيام بولاية سطيف أزمة حادة سببها ندرة قوارير غاز البوتان جعلت العائلات تقطع لأجل جلبها عشرات الكيلومترات باتجاه أماكن البيع والتوزيع لا سيما بالمناطق الشمالية، حيث أعربت لنا عشرات العائلات عن تذمرها تجاه ما تشهده بلدياتهم من انعدام شبه تام لقارورات غاز البوتان، فمركز التوزيع الرئيسي ببلدية ''بوقاعة'' والمشرف على توفير هذه المادة لأزيد من 200 ألف نسبة أي حوالي 17 بلدية كاملة يشهد هو الآخر هذه الأيام طوابير غير متناهية للشاحنات القادمة من دوائر ''قنزات''، ''حمام قرقور''، ''بوعناداس''، ''بني ورتيلان''، و''ماوكلان''. وتقضي ساعات طوال للظفر ببعض القارورات وتغطية أكبر نسبة ممكنة من العائلات بهذه المادة الحيوية، وإذا قادتك الصدفة إلى هذه المناطق فإنك ستتعجب من مرابطة أطفال وشيوخ على قوارع الطرقات ينتظرون مرور شاحنة توزيع قوارير الغاز، غير أن الطلب هذا غالبا ما لا يتحقق بسبب كثرة الطلب وقلة العرض والواضح أن الأزمة طفت أكثر على سطح الواقع المعاش للعائلات بعد عطلة العيد على وجه التحديد بعدما أفرغت معظم المخازن تقريبا من هذه المادة وبرز مفهوم العشوائية في التوزيع. وقد بلغ الحد حسب بعض الأصداء ببعض البلديات إلى غاية اللجوء إلى الاحتطاب كوسيلة لتغطية عمليات الطهي والتدفئة سيما ببلدية ''آيت نوال أو مزادة'' الحدودية مع ولاية بجاية، ويزداد تخوف هذه العائلات بعد الأخبار المتعاقبة عن الاضطرابات الجوية القادمة سيما العواصف الثلجية التي كثيرا ما تعزل هذه المناطق لأبسط تساقط ولأيام عدة، لذا فإن السكان يطالبون السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد الحل الأنسب لتوفير مادة غاز البوتان قبل أن تحدث الكارثة في بلديات لا تملك الغاز الطبيعي في وقت ما زال فيه سكان دائرة ''بوعنداس'' يطالبون الوصاية بالإسراع في تزويد منطقتهم بغاز المدينة، عله يشفع لهم بطرد المعاناة التي تزداد حدتها شتاء، وفي المقابل فإن هناك قرى ومداشر لا تملك حتى محلا لبيع قارورات الغاز، مازالت تنتظر سياسة توزيع شاملة. يذكر في الأخير أن أزمة غاز البوتان لم تقتصر على الجهة الشمالية الغربية فحسب، وإنما طالت كذلك دوائر ''جميلة'' و''بابور''. .. و''عين ولمان'' في احتجاج بسبب سوء التهيئة الحضرية ما زالت عاصفة الاحتجاجات لم تهدأ بعد بعاصمة الهضاب العليا إذ شهدت منذ أيام بلدية ''عين ولمان'' جنوب ولاية سطيف اعتصام العشرات من المواطنين القاطنين بحي الصنوبر المعروف بحي الصين الشعبية التابع لبلدية ''عين ولمان'' (30 كلم جنوب ولاية سطيف) أمام مقر بلديتهم احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعرفها الحي خاصة المتعلقة بالتهيئة الحضرية والماء الشروب. وحسب رئيس جمعية الحي فإن هذا الأخير يعتبر أكبر تجمع سكاني وسط المدينة كونه يضم أزيد من 10 آلاف ساكن، إلا أنهم محرومون من مياه الشرب منذ أزيد من 7 أشهر، وخلال هذه المدة استعان سكان الحي بالصهاريج للتزود بهذه المادة. كما يشكو السكان من جانب آخر من بطء أشغال التهيئة التي استفاد منها الحي بمبلغ مالي يفوق 14 مليار سنتيم، وكانت الأشغال بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس في ظل غياب سلطات البلدية لتسوية الوضعية الكارثية، وفي الوقت الذي وعدت فيه السلطات إصلاح الأمور هدد السكان بتكرار الاحتجاجات إن لم يتم ذلك.