حمراوي يقطع عطلته ويعقد اجتماعا طارئا بمجلس الإدارة أقيل، يوم أول أمس، كل من بلرابح جمال مدير البرمجة بالتلفزيون الجزائري ونائبه عيسى صالحي، وذلك على إثر تنديد السلطات العليا للبلاد ببث التلفزيون لفيلم وثائقي يسيء للنظام الجزائري. يشهد التلفزيون الجزائري هذين اليومين حالة توتر وهيستيريا، الأمر الذي جعل حمراوي حبيب شوقي مدير التلفزيون الوطني يقطع إجازته ويعود فورا إلى أرض الوطن للبت في إجراءات الإقالة التي طالت هذه المرة كلا من مدير البرمجة ونائبه. وكشفت مصادرنا من داخل مبنى التلفزيون، أن مدير بلرابح كان في عطلة عندما تم بث فيلم وثائقي من إخراج أجنبي على القناة الأرضية نهاية الأسبوع الفارط، وتناول هذا الشريط قضية العشرية السوداء في الجزائر، حيث تطرق إلى العنف الذي شهدته البلاد في هذه الفترة، واصفا النظام الجزائري أثناء تلك الحقبة ب "الديكتاتوري". وحسب تعليقات الشريط الوثائقي، فإن انفجار الأوضاع كانت متوقعة؛ حيث علّلها هذا العمل الوثائقي بأنها رد فعل طبيعية لما مورس على الشعب الجزائري من قهر من قبل نظام الحكم. وفي اتصال هاتفي بمدير التلفزيون، مساء أمس، صرح حبيب شوقي "للنهار" أن إجراء الإقالة أمر داخلي يتعلق بأمور تسيير التلفزيون، ممتنعا عن إبداء أي توضيح حول الموضوع. وتقول مصادرنا أنه سيتم عقد اجتماع طارئ، صباح اليوم، لتقرير مصير كل من مدير البرمجة ونائبه، وهناك احتمال معاقبة نعيمة ماجر مسؤولة المعاينة والمشاهدة التي لم تتفطن لمحتوى هذا الشريط. للإشارة، فقد سبق وأن عرف مثل هذه الفضائح المتعلقة بالإقالات الجماعية؛ حيث أقال المدير العام للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي كلا من مديري قناة "كنال ألجيري" الناطقة بالفرنسية لطفي شريط، وقناة الجزائرية الثالثة حورية خثير، إلى جانب إقالة رئيسي التحرير بكل من القناتين، وذلك في إطار بث الرسوم المسيئة على الشاشة في إحدى النشرات الإخبارية، وقضت محكمة الجنح لسيدي امحمد بالبراءة في حق لطفي، المدير السابق ل "كنال ألجيري"، وحورية خثير المديرة السابقة لقناة "الجزائرية الثالثة"، وكذا ستة صحفيين من القناتين في هذه القضية.