حينما تشاهد السيدة، بودراع، وهي تحمل محفظة بعد انتهاء دوام حصة درس تخال أنها سوف تدخل إحدى الشقق المجاورة لمدرسة الإخوة سعد الله بالكاليتوس، وإذا بها تدخل إلى مكان أشبه بالوكر منه إلى بيت تلم فيه مربية أجيال شتات قواها وتشحذ جهد الغد. حالة المعلمة "بودراع جميلة "تقشعر لها الأبدان نظرا للحالة اللا إنسانية التي تعيشها بشكل يومي، حيث تقطن في غرفة لا تتوفر على نوافذ ولا حتى مرحاض، حيث تستعمل المعلمة مرحاض المدرسة لأجل قضاء الحاجة. وحتى الغرفة التي تقطن فيها فهي مهددة بالخروج منها إذ تسلمت عدة إنذارات لأجل أن تخلي المكان لاستكمال أشغال بناء المدرسة وتهيئة الأقسام. الملعمة تعيش في الغرفة بعدما سدت في وجهها سبل الحصول على مسكن، إذ تعيش في ذلك المكان هي وأبناؤها الثلاثة، بعدما أنهكها اليأس من الحصول على سكن وظيفي، حيث قامت السيدة جميلة برفع عدة شكاوى إلى جميع الأطراف المعنية، ومنها وزراة التربية الوطنية، و لكن دون جدوى فهي مهددة في أية لحظة بالطرد التعسفي من مكان لجأت إليه لكي تحمي أبناءها الثلاثة من العيش في العراء دون حماية من حر الصيف وبرد الشتاء ومخاطر الشارع. وحاولت السيدة جميلة أن تؤجر بيتا لكي تأوي إليه ولكن غلاء هذه الأخيرة وعجزها عن دفع مستحقات الإيجار شهريا حال دون أن تصمد أكثر من شهرين في البيت المستأجر. معاناة السيدة جميلة لا تقتصر على السكن فقد روت والدموع تنهمر من عينيها ل "النهار" كيف تعرض ابنها الصغير لمحاولة اغتصاب من أحد البنائين الذين كانوا يشتغلون في أعمال بناء داخل مدرسة، مما جعل الطفل يشعر بالذعر ليلا كلما رأى شخصا يشتغل في أعمال البناء. وتضيف السيدة جميلة أن ولدها يتابع عند أخصائي نفساني بعد الحادث الذي وقع له في المدرسة..