يعقد المجلس الأعلى للأزهر برئاسة شيخه أحمد الطيب، اليوم الاربعاء، اجتماعًا طارئًا؛ لبحث حادث تسمم أكثر من 500 طالب بسكن جامعة الأزهر. ومن المقرر أن يصدر بيان رسمي من المجلس باعتباره الجهة الرسمية الأولى في اتخاذ القرارات الخاصة بجامعة الأزهر ومدنها الجامعية، بحسب مصادر في المجلس. ويأتي اجتماع المجلس الأعلى للأزهر وسط استمرار اعتصامات الطلاب وإصرار المشاركين بها على التمسك بمطالبهم من إقالة رئيس جامعة الأزهر، أسامة العبد، ونوابه ورئيس المدينة الجامعية، والعمل على فتح تحقيقات عاجلة للوقوف على الحقائق ومعاقبة المسؤولين. وأصيب، مساء الإثنين الماضي، أكثر من 570 شخصًا بالتسمم بعد تناولهم وجبة غذائية مقررة في السكن الجامعي. ومن جانبه، أعلن اتحاد طلاب الأزهر، في بيان له، عن تنظيم مسيرة حاشدة ثانية "تضم جميع الأسر والكيانات الطلابية بفرعي الجامعة من البنين والبنات، تنطلق في تمام الساعة العاشرة صباحاً (8 تغ) من أمام مبنى إدارة الجامعة تتجه إلي مشيخة الأزهر (بحي الدرَّاسة شرق القاهرة) حتي تتحقق مطالب الطلاب وترد لهم كامل حقوقهم". ونظّم الطلاب مسيرة حاشدة، أمس، انتهت بمقر المشيخة حيث تفاوض وفد منهم على مطالبهم مع شيخ الأزهر. وترددت أنباء عن بحث المجلس الأعلى للأزهر في اجتماعه اليوم ما ترتب عن الأزمة من "تدخلات سياسية" من بعض التيارات، وتحول الأمر إلى نوع من الضغط السياسي للتدخل في شؤون الأزهر، رغم النص دستوريًّا على سيادية واستقلالية الأزهر وإدارته وسياسته عن الدولة. وكانت جامعة الأزهر أصدرت بيانًا، عصر أمس، أدانت فيه ما أسمته "استغلال حادثة التسمم سياسيًّا، وإقحامها في السياسة العامة"؛ ووصفت الحادث بال "عارض" الذي يحدث في جامعات أخرى. وأضاف البيان، الذي حصلت عليه الأناضول، أن رئيس الجامعة، أسامة العبد، بعد قرار إيقاف المسؤولين عن العمل قام بتحويل الموضوع إلى النيابة للتحقيق فيه، مؤكدًا أن إدارة الجامعة تتابع حالة الطلاب بالمستشفيات. وفي نفس الاتجاه، أصدرت مشيخة الأزهر بيانًا، مساء أمس، رفض أيضا محاولة بعض القوى استغلال حادث تسمم طلاب الأزهر "سياسيًّا"، فيما غادر عدد من الطلاب، الذين بدأوا اعتصامًا بمشيخة الأزهر بعد اقتحامها ظهر أمس، مقر الاعتصام، مساء أمس، بعدما قالوا إنهم لمسوا تعمد البعض استغلال قضيتهم "سياسيًّا". من جانبه، أكد أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، أنه لم يتلق أي دعوة من الرئاسة المصرية للحضور، وأنه وافق على إحالة عشرة مسؤولين بالمدن الجامعية للتحقيق، للوقوف على المسؤول عن ما حدث من تسمم غذائي لطلاب الأزهر. وذكر، في تصريحات هاتفية لمراسل الأناضول، أنه يقدر غضب الطلاب لما حدث وأنه يقف في صفهم لإظهار الحقيقة. وعن مطالبة اتحاد طلبة الأزهر بإقالته، قال إنه "طلب في يوم الواقعة من رئيس اتحاد طلاب الجامعة أن يقف على الطعام أثناء توزيعه وتسليمه، وقام مجلس اتحاد الطلبة قبل الحادثة ليشكرني على نظافة الطعام والجامعة". بينما قال أحد المسؤولين بالمدينة الجامعية بالأزهر إن "إصابة عدد محدد من الطلبة بالتسمم وليس جميع الطلاب هو بسبب أن معظم مباني المدينة السكنية للطلاب (10 مبان) رفضت استلام وجبة الدجاج من المورد في يوم واقعة التسمم، بينما قبلتها مباني (عثمان بن عفان)، ومبنى (علي)، ومبنى (عبد الفتاح الشيخ)، وتسلمت الوجبة، وهو ما أدى لوقوع نزلات معوية لمئات الطلاب".