نددت فصائل وقوى فلسطينية اليوم الأربعاء، بما أعلن عن إمكانية قبول وفد المبادرة العربية للسلام خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مبدأ تبادل صغير للأراضي عند رسم الحدود بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة. وأكد موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن قضية فلسطين عربية، كما هي إسلامية ولا يحق لأي أحد من هؤلاء فى إشارة إلى الوفد العربي- التنازل عن أي شبر منها، واجبنا وواجبهم تحرير كل شبر منها. وأعربت حركة حماس عن قلقها العميق إزاء ذلك، وقالت "كنا نأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال، لوقف الاستيطان على أراضينا المحتلة". وتابعت "أن التجربة الطويلة مع العدو الإسرائيلي علمتنا أن هذا العدو يبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا ثوابتنا الوطنية"، مضيفة "أن الاحتلال لا يريد السلام، وإنما يسعى لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطينى ويحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع. من جانبه، تساءل الشيخ خالد البطش القيادي البارز بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "هل تحولت الجامعة العربية إلى مركز أبحاث أمريكي، معتبرا هذا الاستعداد وعد بلفور عربي لإسرائيل منبثق عن مبادرة السلام التي تقدم بها العرب في قمة بيروت عام 2002". وأضاف البطش "الجامعة العربية على استعداد هذه المرة ليس فقط بالاعتراف المتبادل مع الاحتلال، وإقامة علاقات دبلوماسية معه، بل وفتح باب التطبيع والنهب للثروات العربية والإسلامية- حسب قوله". وتابع "لماذا تستعجل الجامعة ووفد وزراء الخارجية العرب طرح هذه الأفكار الآن بدلا من الاستفادة من حالة النهوض الشعبى العربى ضد الظلم والفساد". وبدورها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن الشعب الفلسطينى لا ينقصه من يقدم التنازلات باسمه، ولم يكلف أحدا للحديث باسمه. وأضافت الجبهة في بيان "كان من المفترض أن ينتزع هذا الوفد موافقة الإدارة الأمريكية على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها رفض وإدانة الاستيطان، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كما قبلتها هيئة الأممالمتحدة على كافة الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدس". أما حركة الأحرار الفلسطينية، فقالت "نريد موقفا عربيا داعما للمقاومة، وليس غطاء لوهم التسوية والمفاوضات العبثية". ومن جانبه، أكد جون كيرى أن وفد الجامعة العربية أحيا مبادرة السلام العربية من خلال تقديم ترتيب أمنى للمنطقة، مع مراعاة التغييرات على أرض الواقع، مشددا على أهمية جزئية الاستعداد لمبادلة الأرض للتوصل إلى سلام حقيقى ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أكد أن إقرار الجامعة العربية بأن الإسرائيليين والفلسطينيين قد يتعين عليهم مبادلة الأراضى فى أي اتفاق سلام خطوة كبيرة جدا إلى الأمام. وكان الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، قد أكد عقب الاجتماع أن وفد الجامعة العربية شدد على أن أى اتفاق يجب أن يستند إلى حل الدولتين على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967 مع إمكانية حدوث مبادلات صغيرة لأراض يتم الاتفاق عليها.