العمليات الإرهابية تحصي أكبر ضحاياها من المدنيين أظهرت العمليات الإرهابية الأخيرة هدف الجماعات الإرهابية في استهداف المدنيين، حيث خلّفت آخر العمليات التي استهدفت مركز الاستعلامات بتيزي وزو جرح ما يزيد عن 25 مدنيا، بينهم 7 من رجال الأمن، فيما خلّفت العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الدرك الوطني بزموري ولاية بومرداس، 8 قتلى، أغلبهم مدنيون، و19 جريحا. وكانت جماعة "حماة الدعوة السلفية" قد تبرأت من التفجيرات الإرهابية والعمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين، على خلفية أن هذه التفجيرات خلّفت ضحايا مدنيين، وقالت الجماعة أن "هذه العمليات الانتحارية تؤدي إلى تنفير الناس وفقد الأنصار وتكرار سيناريو الجيا". كما اعتبر التنظيم الذي يتزعمه أبو جعفر محمد السلفي المكنى "سليم الأفغاني"، أنه "لا جدوى عسكرية معتبرة" إلا تحقيق صدى إعلامي كبير، مشيرا في بيان نشر على صفحات الانترنيت تحت عنوان "تبرؤ جماعة حماة الدعوة السلفية من التفجيرات التي تصيب الشعب المسلم على أرض الجزائر"، أن الوضع في الجزائر مختلف عن العراق. وقال "الأفغاني" في بيانه أن هناك إجماعا لأهل العلم على تحريم دماء المسلمين أينما كانوا "في دار كفر طارئ أو أصلي أو دار الإسلام"، رافعا الغطاء الشرعي عن التفجيرات الانتحارية "التفجيرات المستعملة الآن في الأماكن العمومية، هي التي كانت تقوم بها الجيا في بداية زيغها ولم تكن معروفة من قبل عند السلفيين الموحدين لحرمة دماء المسلمين"، واصفا القائمين عليها ب "الخوارج"، حيث قال "ولاستهانة أولئك الخوارج بدماء المسلمين رجالا وأطفالا، آل الأمر بهم بعد ذلك إلى قتلهم مميزين، وهذا لو كان مشروعا فإن مفسدته ظاهرة في فقد الأنصار وتنفير الناس"، وأضاف "الأفغاني" أن المفاسد المترتبة عن هذا النوع من التفجير لا يخدم النشاط المسلح، مستندا على آيات قرآنية وأحاديث شريفة للتبرؤ من هذه العمليات الإرهابية، تتضمن قتل النفس بغير حق وجزاء مرتكبيها وتحريم دماء المسلمين، إضافة إلى أحاديث علماء المسلمين، منهم البخاري، وابن تيمية، وابن عباس، والشيخ أبي العاصم المقدسي، وما ورد أيضا في حجة الوداع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث شدّدت الجماعة المسلحة على إجماع أهل العلم على تحريم دماء المسلمين أينما كانوا وقاتل النفس بغير حق لا توبة له، ومما جاء في البيان نقل عن البخاري أن ابن عمر قال "من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدماء الحرام بغير حله". كما استند البيان إلى الشيخ ابن تيمية لما سئل عن بلدة ماردين، التي كانت دار كفر طارئ، فأجاب رحمه الله "الحمد لله، دماء المسلمين وأموالهم محرمة، حيث كانوا في ماردين أو غيرها"، وقالت جماعة "حماة الدعوة السلفية" إنه لا يمكن السكوت على هذه المفاسد "لأننا سنتضرر منها أيضا بلا شك".