استهداف 15 مركزا أمنيا من أصل 21 الحصيلة تكشف أن الضحايا الدين استهدفتهم اعتداءات "القاعدة" أبرياء خلّفت العمليات الانتحارية التي تبناها ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والتي تركزت أغلبها في العاصمة، بمرداس، البويرة وتيزي وزو، حوالي 194 قتيل 75 بالمائة منهم مدنيون. في حين تم تسجيل أكثر من 550 جريح لا يمثل منهم أفراد وعناصر الأمن والجيش سوى 12 بالمائة، ما يبرز بشكل واضح أن المدنيين خلال العمليات ال21 التي قامت بها الجماعات الإرهابية منذ أفريل 2007 كانوا أكثر الضحايا عكس ما يروج له تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في بياناته، وهذا رغم أن 18 نقطة التي استهدفتها العمليات الانتحارية كانت إما تابعة لأجهزة الأمن أو مؤسسات رسمية. كما أن العمليات الانتحارية التي استهدفت الأجانب راح ضحيتها جزائريون مدنيون عزل ولم يمثل الأجانب في قائمة الضحايا سوى 10 بالمائة. منذ أول هجوم انتحاري ضرب قصر الحكومة في ال11 أفريل 2007 إلى غاية الهجوم الانتحاري الأخير الذي ضرب عمال الشركة الكندية "أس أن سي لافلا"، كان المدنيون والمواطنون العزل أكثر الضحايا سقوطا، ففي الاعتداءات الأولى في أفريل 2007 مثل موظفو قصر الحكومة ووزارة الداخلية والموطنون المارون بالقرب من البناية أكبر نسبة من الضحايا الذين قدروا من طرف وزير الداخلية ب33 قتيلا لا يتعدى عناصر الأمن منهم سوى 5 أشخاص ممن كانوا في مركز الشرطة المتقدم والحارس الشخصي لوزير الداخلية في حين كان أغلب الجرحى الذين بلغ عددهم أكثر من 100 جريح من الموظفين والمواطنين الذي كانوا بالشارع. وكانت أكبر حصيلة سجلت في صفوف أفراد الأمن والجيش قد سجلت في تلك العملية الانتحارية التي استهدفت ثكنة حرس السواحل بدلس في سبتمبر 2007 وقام بها أصغر انتحاري وهو نبيل قاسمي المدعو أبو مصعب الزرقاوي العاصمي وخلّفت 32 قتيلا و45 جريحا في صفوف أفراد الجيش الوطني الشعبي، يضاف إليها مقتل عشرة عسكريين وجرح 35 آخرين بثكنة الجيش بالأخضرية في هجوم انتحاري نفذ بشاحنة تبريد مفخخة في جويلية من ذات السنة. وباستثناء هاتين العمليتين اللتان خلفتا أكبر عدد من الضحايا في صفوف عناصر الأمن والجيش، الأهداف الرئيسية لتنظيم القاعدة كما يدعي، فإن أغلب العمليات الأخرى كان ضحاياها مدنيون بنسبة وصلت إلى 75 بالمائة في صفوف القتلى وبأكثر من 90 بالمائة في صفوف الجرحى. ويبرز الاعتداء الانتحاري الذي حاول استهداف موكب الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارته التي قادته إلى باتنة في نفس الشهر، أن المدنيين والمواطنين العزل كانوا أكثر الضحايا بنسبة 99 بالمائة تقريبا، إذا تم استثناء ذلك الشرطي الذي حاول القبض على الانتحاري بلزرق الهواري المدعو أبو مقداد الوهراني. في التفجير الإنتحاري الذي ضرب في ال19 أوت المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر كانت الحصيلة ثقيلة في صفوف المدنيين رغم أن المؤسسة المستهدفة كانت مؤسسة عسكرية، حيث تم تسجيل سقوط 43 قتيلا في صفوف الطلبة الذين كانوا بصدد اجتياز الاختبار البسيكو تقني للالتحاق بصفوف الدرك ووصل عدد الجرحى إلى 38 جريحا منهم دركي واحد فقط. وبلغ عدد مؤسسات الشرطة والأمن الوطني المستهدفة خلال العمليات الانتحارية ال21 التي ضربت الجزائر منذ أفريل 2007، خمسة مقرات منها 2 في العاصمة، 2 في بومرداس ومقر واحد بولاية تيزي وزو. ورغم ذلك، فإن عدد ألضحايا المدنيين كان كبيرا جدا خاصة الجرحى الذين فاق عددهم 20 جريحا في تفجير تيزي وزو. بينما بلغ عدد الضحايا من أفراد الأمن في هذه العمليات أكثر من 4 قتلى و6 جرحى. أما عدد المؤسسات والنقاط التابعة للجيش الوطني الشعبي التي استهدفت من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خلال العمليات الإنتحارية التي تم تنفيذها، فقد بلغت 6 نقاط، منها ثكنة الجيش والقطاع العسكري بالاخضرية ومقر حرس السواحل بكل من دلس وزموري إضافة إلى ثكنة الحرس الجمهوري ببرج الكيفان وواحدة تابعة للدرك، إضافة إلى شاحنة تابعة للجيش استهدفت بدراجة نارية قبيل زيارة الرئيس بونفليقة إلى هذه الولاية شهر جويلية المنصرم وخلفت العمليات الإنتحارية السبعة هذه، إذا تم إضافة تلك العملية التي استهدفت مقهى مجاور لثكنة الحرس الجمهوري، سقوط 46 مدنيا وجرح 55 آخرين مقابل سقوط 45 ضحية في صفوف أفراد الجيش الوطني الشعبي وجرح العشرات وهو مايبرز أن الضحايا المدنيين كانو أكثر رغم أن المؤسسات المستهدفة عسكرية. تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وضع الشركات والمؤسسات الأجنبية كذلك من بين أهدافه الرئيسية إلى جانب المؤسسات الرسمية ومؤسسات الجيش والشرطة وتمثلت العمليات الانتحارية التي ضربت المصالح الأجنبية في ثلاث عمليات، أكبرها تلك التي ضربت مقر مصالح الأممالمتحدة بحيدرة بالعاصمة في ال11 ديسمبر 2007 وخلفت 41 قتيلا، منهم 17 قتيلا من موظفي الأممالمتحدة، 14 منهم جزائريون مدنيون و3 أجانب أسيويين. إلى جانب تسجيل ضحايا في الأحياء المجاورة التي يقطنها مواطنون عزل في حين قدر عدد الجرحى بالعشرات، منهم 3 أجانب. كما أن العمليتين الانتحاريتين اللتان استهدفتا بعض الشركات الأجنبية الناشطة بالجزائر كان ضحاياها جلهم جزائريون ولم تتعد الخسائر في صفوف الأجانب سوى إصابة فرنسيين وإيطالي بجروح يعملون لصالح شركة رازال الفرنسية. وقد خلفت هذه العملية الانتحارية التي استهدفت حافلة لنقل عمال الشركة إصابة 6 مواطنين جزائريين من المدنيين العزل. في حين كانت العملية الانتحارية التي استهدفت حافلة لنقل العمال تابعة للشركة الكندية "أس أن سي لا فلان" سقوط 12 مدنيا من المواطنين الجزائريين وبذلك يصل عدد الجزائريين المدنيين الذي راحوا ضحية العمليات الانتحارية التي استهدفت مصالح أجنبية أكثر من 26 قتيلا دون احتساب الجرحى في لم يتجاوز عدد الأجانب القتلى 3 فقط. ويتضح من خلال نوع الضحايا الذين سقطوا خلال ال21 عملية انتحارية منذ أفريل 2007، أن الضحايا المدنيين كانوا أكبر هدف لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي كثيرا ما ادعى في بيانات تبني العمليات أنه قضى على العديد من أفراد الأمن والجيش وأن المدنيين ليسوا ضمن أهداف العمليات الانتحارية.