كشفت مصادر أمنية باكستانية إحباط مخطط لاغتيال رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري من قبل بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية ، فضلا عن أهداف أخرى كثيرة. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن المصادر أن وحدة خاصة من الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على أربعة مشتبه بهم في العاصمة إسلام أباد ، وعند التحقيق معهم كشفوا أن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود أرسل 9 من أتباعه مع 20 من الأوزبك للقيام بعمليات تخريبية في إسلام أباد ولاهور وروالبندي وهجمات انتحارية تستهدف أجهزة الدولة وكبار الشخصيات بمن في ذلك تشودري. ولم تكشف السلطات الأمنية المزيد من المعلومات لأن التحقيق مستمر ولأن السلطات لم تتمكن بعد من اعتقال كافة المسلحين . وكان تشودري شكل لجنة تتكون من كامل أعضاء المحكمة العليا برئاسته للنظر بخرق حقوق الإنسان في منطقة سوات، حيث وقعت الحكومة على اتفاقية سلام مع رئيس حركة تنفيذ الشريعة المحمدية صوفي محمد.يذكر أن الحكومة الباكستانية قررت اعادة تشودري إلى منصبه في 16 مارس الجاري لتنزع فتيل أزمة سياسية هددت بحدوث مواجهات عنيفة في شوارع العاصمة. وكانت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية أكدت أن زعيم حركة طالبان باكستان عبد الله محسود أصبح العدو الأول لأمريكا متفوقا في مرتبته على قادة القاعدة اسامة بن لادن وذراعه الايمن ايمن الظواهري وزعيم طالبان أفغانستان ملا محمد عمر. وركزت الاستخبارات الأمريكية "سي أي إيه" جهودها لاغتيال أمير حركة طالبان باكستان منذ شهر فبراير في محاولة منها لإسكاته بعد أن أصدر تهديدات بأنه سيضرب أمريكا في العمق. ودفعت تهديدات محسود التي قال فيها إنه سيضرب كل أعمدة الدولة الباكستانية إلى عرض الولاياتالمتحدة مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومة عن محسود . وترى صحيفة "الاوبزرفر" أن صعود محسود له علاقة بعدد من العوامل منها العمليات الانتحارية التي لم تكن معروفة حتى قبل عامين في باكستان، وفي العام الماضي وحده قتل مقاتلوه حوالى إلفي جندي وعناصر من الشرطة ومخبرين وضحايا أبرياء كانوا في اماكن العمليات. وأضافت الصحيفة أن أكثر إنجازات محسود أنه أعاد تفعيل شبكات الجهاديين، وجمع تحت إمرته مقاتلين من البنجاب والقاعدة وآخرين من أماكن أخرى في العالم الإسلامي. ومحسود المتدرب المتحمس السابق في مراكز اللياقة البدنية والبالغ من العمر 38 عاما يقود فصيل طالبان الباكستاني، ويقود اكبر مجموعة من طالبان ولديها تأثير في مناطق واسعة في مناطق القبائل خاصة وادي سوات. ورغم أن محسود ليس متعلما إلا انه قيادي وذكي، ويشير مسؤول أمني باكستاني إلى أن محسود ولد عام 1970 وقاتل في شبابه السوفييت في افغانستان ودخل مع طالبان كابول عام 1996. وبدأ صعوده للقيادة عام 2004 عندما قتل احد القادة بطائرة بدون طيار. ويبلغ عدد اتباعه الآن أكثر من إلفي مقاتل في جنوب وزيرستان وحدها. وقام بعدة عمليات أحرجت الحكومة، ففي عام 2007 قام بعملية اختطاف 200 جندي باكستاني قايضهم ب25 معتقلا لدى الحكومة من طالبان وقام بتقوية الصلات مع القاعدة. ويقدر المسؤولون الباكستانيون عدد المقاتلين من الاوزبك الذين يعيشون في وزيرستان بما بين ألف الى ألف وخمسمائة. وعلى الصعيد الخارجي ، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن ثلثي المخططات الإرهابية في بلاده مصدرها باكستان. وأشار براون في مقابلة مسجلة مع قناة "الجزيرة" الإنجليزية إلى أنه من الواضح أن التعليمات تأتي ممن سماهم قادة الإرهابيين في باكستان. وكان براون والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد تعهدا بالعمل معاً من أجل مكافحة التطرف. وفي هذه الأثناء، تواصل الشرطة البريطانية بحثها عن أدلة فيما يتصل باعتقال أحد عشر باكستانياً وبريطاني قبل يومين، للاشتباه في ضلوعهم في مخطط يستهدف تنفيذ هجمات في بريطانيا. واعتقلت الشرطة البريطانية اثني عشر شخصا، يحمل 11 منهم الجنسية الباكستانية وبحوزة معظمهم تأشيرات دراسة، في مدن مانشستر وليفربول وكليثرو شمالي انجلترا، ويتم استجوابهم حاليا. وقال مسؤولون امنيون بارزون ان "الادعاءات القائلة بان المشتبهين كانوا يخططون لمهاجمة مراكز تسوق وملهى ليليلا تعدو كونها تكهنات". ويصر هؤلاء على ان الشرطة لا تتوفر على ادلة كافية تشير الى استهداف مواقع بعينها.