سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البعض اعتبرها انتقاصا من حقه في المواطنة والحياة الكريمة...أزمة عطش تعصف بقرى ومداشر الوادي والسكان يلجأون إلى الآبار التقليدية غير الصحية هروبا من الهلاك
مع كل فصل صيف تتفاقم الظروف الحياتية للسكان بالقرى والمداشر النائية بولاية الوادي نتيجة التذبذب في التزود بالماء الشروب وانعدامه في عدد من الأحياء العريقة مما حول حياتهم الى مأساة حقيقية نظرا لافتقادهم لأهم ماة حيوية في فصل عرف بشدة حرارته التي تجاوزت سقف 50 درجة مئوية، مما يعني تضاعف الطلب على الماء لاستعماله في أغراض شتى في هذا الفصل الحار، وهو ما دفع سكان القرى النائية مكرهين الى الاعتماد على مياه الآبار التقليدية رغم افتقارها لأدنى الشروط الصحية وهو ما بات يعرض حياتهم لخطر الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه كالتيفوئيد.. وقد رصدت "النهار" معاناة عدد من هذه الأحياء والقرى النائية بمختلف ضواحي ولاية الوادي، فاتضح أن هؤلاء السكان يعيشون أسوأ مظاهر التهميش بسبب حرمانهم من أهم مادة حيوية أضحت تهدد حياتهم وحياة دوابهم ومزارعهم نتيجة ذلك، فسكان قرية السويهلة ببلدية سيدي عون أكبر شاهد على هذه المعاناة في هذا الفصل الحار، فالسكان يتنقلون يوميا في القرى المجاورة للظفر بلترات من الماء الصافي المعالج معتمدين في ذلك على دوابهم في جلبه من القرى والمناطق المجاورة، واضطر غير القادرين منهم على التنقل الى التزود من مياه الآبار التقليدية المخصصة أصلا لسقي المحاصيل الزراعية نتيجة عدم معالجة مياهها، ولم يكترث السكان بمخاطر مياه الآبار لكونهم مضطرين، وإن لم يفعلوا ذلك هلكوا. حتى أن الكثير من الآباء تحدثوا ل"النهار" عن تخوفهم من أن يصاب أبناؤهم الصغار الذين لا يستطيعون مقاومة بعض الأمراض المتنقلة عن طريق المياه بالمخاطر الصحية الناجمة عنه لاسيما وأن الجهة سجلت الصائفة الماضية عدة إصابات بمرض التيفوئيد القاتل. وأوضح السكان أن معاناتهم تتكرر كل صائفة دون أن تجد مصالح البلدية حلا لأزمتهم التي باتت تنذر بوبال على القرية ما لم تتحرك هذه المصالح لإصلاح الأعطاب المتسببة في هذه الندرة. أما في الجهة الشمالية من الولاية وبقرية المشتي ببلدية قمار، فقد توقفت الحياة بالقرية وتحول السكان الى مجرد آلات لجلب المياه من الأحياء المجاورة وأفسدت عليهم حتى الاستمتاع بقليل من الراحة في أوقات القيلولة نتيجة افتقارهم للماء منذ أسابيع. وأصبح السكان يركضون يوميا في الفيافي المجاورة بحثا عن قطرة ماء تشفي غليلهم، وتحسر السكان بهذه القرية لتجاهل البلدية لمعاناتهم رغم كون بلديتهم من البلديات الغنية بالإمكانيات المادية التي من شأنها على الأقل التخفيف من حدة الأزمة كتخصيص شاحنتين أو ثلاث لتزويد القرية بالماء الشروب كحل استعجالي لتجنيبهم المخاطر الصحية نظرا لإلتجاء السكان الى مياه الآبار التقليدية رغم ما فيها من مخاطر صحية. أزمة العطش بمنطقة الوادي لم تسلم منها حتى أحياء وسط المدينة التي تعاني هي الأخرى ندرة في الماء الشروب ولم يعد بمقدور سكان أحياء وسط المدينة التزود بالماء إلا عن طريق المضخات الكهربائية مما يعني دفع أجرة مضاعفة، مستحقات الجزائرية للمياه وأخرى لمصالح سونلغاز، فيما لجأ آخرون الى شراء الماء من صهاريج بيع المياه المعالجة متحملين الأعباء المالية على الهلاك عطشا، بحيث تحدث عدد من سكان 400 سكن و300 سكن بوسط مدينة الوادي وحي الملاح في الضاحية الشرقية وحي أولاد أحمد ل"النهار" عن معاناتهم اليومية التي يكابدونها نتيجة غياب الماء عن حنفياتهم خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال الماء للغسيل والاستحمام للتخفيف من وطاة الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة، وهو ما دفعهم مكرهين الى شرائه وتحمل الأعباء المادية لعدم قدرتهم الاستغناء عن هذه المادة الحيوية.