أفادت مصادر متطابقة أن نائب القطاع العملياتي العسكري لولاية سكيكدة قد اغتيل رفقة 8 أعوان من الشرطة القضائية، فيما أصيب 13 عسكريا بجروح متفاوتة الخطورة خلال كمين نصبته مجموعة مسلحة بمنطقة بوالبلوط التابعة لدائرة عين قشرة غربي سكيكدة. وذكرت مصادر "النهار" أن هذا الاعتداء الجديد نفذته مجموعة مسلحة تنشط تحت لواء "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تضم زهاء أربعين مسلحا مدججين بأسلحة ثقيلة يقودهم الأمير المكنى "أبو يوسف العنابي" وكانت تستهدف موكب قائد القطاع العملياتي لولاية سكيكدة، وبنفس سيناريو جيجل قبل ثلاثة أيام فقط، الذي اعتمد على أسلوب تفجير قنبلة أولى لاستدراج قوات الجيش وتفجير قنبلة ثانية يكون مفعولها أشد وأكثر دقة باعتماد طريقة التفجير عن بعد. واستنادا إلى شهادات سكان ومعلومات أمنية دقيقة، فإن التفجير الأول استهدف دورية لعناصر الشرطة القضائية بالقرب من مقام الشهيد لمنطقة وادي زقار، خلف مقتل 8 أفراد كانوا على متن سيارتين من نوع "نيسان"، وبسرعة فائقة أطلقت المجموعة الإرهابية وابلا من الرصاص لتقوم بتجريد الضحايا من ملابسهم الرسمية واستولت على 8 قطع من نوع كلاشنيكوف قبل أن تنكل بالجثث. ولم تمض سوى عشر دقائق حتى انفجرت القنبلة الثانية بمنطقة الولجة بوالبلوط، بطريق قافلة التدخل الوافدة من الكتيبة المرابطة بالولجة بوالبلوط، ما أدى إلى مقتل ضابط في صفوف الجيش برتبة رائد يرجح أنه نائب قائد القطاع العملياتي لسكيكدة، متأثرا بشظايا الانفجار العنيف، فيما نجا الأخير بأعجوبة بعد أن غطته العربة المصفحة التي كانت تقله، وأصيب 13 عسكريا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا إلى مستشفيات عين القشرة تمالوس والميلية، المدنية، ومستشفى ديدوش مراد بقسنطينة العسكري، حسب درجة الخطورة. وإلى جانب هذا ذكرت جهات واسعة الاطلاع أن المجموعة المسلحة وجهت فضلا عن رشات من العيارات النارية، صاروخا من فوهة قاذف يرجح أنه من طراز "آر بي جي 7" ألحق أضرارا بليغة بآلية عسكرية مزنجرة. وفور انسحاب المجموعة الإرهابية تم تحويل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تمالوس. وإثر هذا الاعتداء باشرت القوات المشتركة حملة تمشيط واسعة النطاق شارك فيها حوالي 600 فرد، دعمتها مروحيتان حامتا على مدار أكثر من 3 ساعات فوق سماء غابات وادي زقار إلى غاية أعالي جبال حجر مفروش غربا، سمع أثناءها دوي انفجارات على مراحل تبعها إطلاق كثيف للنار دون أن ترد أخبار عن حصيلة المطاردة في الساعات الأولى من صباح أمس. واستفيد من مصادر محلية أن قائد الناحية العسكرية الخامسة رفقة مسؤول سام في وزارة الدفاع الوطني، حل بالمنطقة لإرساء مخطط أمني بإمكانه الوقوف في وجه الأسلوب الجديد للاعتداءات الإرهابية كأسهل طريقة لاستهداف قوات الجيش عن بعد عقب استدراج وحدات الدعم بتفجيرات ثانية تغني الجماعات الإرهابية عن الاشتباكات الكلاسيكية.