عاشت مساء أول أمس منطقة واد زقار المتواجدة بالطريق الوطني رقم 43 والتابعة لبلدية عين قشرة بأقصى الجهة الغربية من ولاية سكيكدة جريمة بشعة، على إثر الاشتباك المسلح الذي وقع بين مجموعة إرهابية مجهولة العدد نصبت كمينا في ثلاثة مواقع متفرقة من مكان العملية كانت تترصد قائد القطاع العسكري الذي كان في مهمة إلى دائرة عين قشرة رفقة الحرس. وبعد نهاية المهمة أثناء العودة ترصدتهم المجموعة الإرهابية ليتم تفجير قنبلة شديدة المفعول كانت على حافة الطريق أدت إلى إصابة سيارتين تابعتين للأمن الوطني، لتتواصل عملية الاستهداف من طرف العناصر الإرهابية بوابل من الرصاص مستعملة الأسلحة الثقيلة من نوع ''أف-م''. لينفلت سائق سيارة قائد القطاع العسكري رغم إصابتها بعطب في العجلتين الأمامية والخلفية، لتبقى تسير على تلك الحالة إلى حين خروجهم من منطقة الخطر حيث امتطيا سيارة لأحد الخواص ليتم نقلهما إلى الثكنة العسكرية لبلدية تمالوس. الجماعة الإرهابية واصلت دمويتها بقتل جميع ركاب السيارتين المقدر ب8 رجال أمن كما سلبتهم أسلحتهم وذخيرتهم بالإضافة إلى نزع ثيابهم مع ذبح عنصر كان ضمن عناصر المجموعة. لتتدخل قوات الجيش المتواجدة ببلدية الولجة بوالبلوط لفك الحصار ليتعرض قائد القطاع العسكري العملياتي للثكنة المتواجدة بمنطقة الصفصافة لذات البلدية إلى كمين مماثل لقي على إثره حتفه بعد انفجار قنبلة شديدة المفعول في السيارة التي كانت تقله هو الآخر وغير البعيدة عن مسرح العملية الأولى، فيما أصيب أزيد من 13 عسكريا بجروح خطيرة نقلوا إلى مستشفى الميلية وديدوش مراد العسكري، وفي خضم التدخلات الأمنية المكثفة تم تفجير قنبلة ثالثة. قوات الجيش المدعمة سارعت إلى مكان وقوع الجريمة لتعقب تحركات وملاحقة الجماعات الإرهابية مستعملة المروحيات خاصة وأن المنطقة تعتبر جبالها صعبة التضاريس، وعلى إثر هذه الجريمة التي هزت الرأي العام سارعت السلطات الولائية على رأسها السيد الطاهر مليزي والي الولاية رفقة السلطات العسكرية لعين المكان حيث وقفت على حجم الكارثة التي أتت بعد أقل من ثلاثة أيام من اغتيال قائد القطاع العملياتي لولاية جيجل رفقة عنصرين من أفراد الجيش الوطني الشعبي ببلدية الشقفة. ويأتي هذا التصعيد من طرف الجماعات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي تتخذ من أدغال الجهة الغربية لولاية سكيكدة والمتاخمة لولاية جيجل مسرحا لأعمالها الإرهابية، كرد فعل على ما تعرضت له في المدة الأخيرة بولاية تيزي وزو من ضربات موجعة بفقدانها العديد من عناصرها وقادتها. كما تدخل هذه العملية وفقا لمصادر ''الحوار'' في إطار محاولة فك الحصار على ولايات الوسط التي عرفت سقوط العديد من عناصرها بسبب الخطة الأمنية المحكمة، العملية خلفت استياء وسط السكان القريبين من مسرح الأحداث بل تعدت للبلديات المجاورة وهو ما لاحظناه على ملامح السكان أثناء زيارتنا صباح أمس إلى مكان وقوع الكمين الإرهابي.