"بعثت عدة رسائل إلى وزير التضامن، و لم أتلق أي رد، بل قوبلت بالطرد من أمام مقر الوزارة التي قصدتها عدة مرات لكن لا حياة لمن تنادي وأنا أتساءل لمن وضعت وزارة التضامن؟" هذه العبارة أول ما بدأ به حديثه إلينا السيد سبع عبد القادر الذي شاءت الأقدار أن ترميه وعائلته المتكونة من الزوجة و6 أطفال إلى شوارع العاصمة بعدما طرد من بلدية رأس العين بولاية وهران إثر القضاء على البيوت القصديرية سنة 2002. روى لنا عبد القادر مأساته التي بدأت منذ أن هدم بيته القصديري وكان آنذاك لديه 3 أولاد أكبرهم محمد البالغ من العمر 11 سنة. وأضاف عبد القادر أن 3 من أطفاله ولدوا بالشارع، علي ذو الخمس سنوات، مريم ذات 3 سنوات وزينب البالغة من العمر سنة واحدة، ما جعل أطفالا أبرياء يقضون حياتهم بالشارع دون مأوى يقيهم من برد الشتاء وقره ولا من حر الشمس بالإضافة إلى انعدام أبسط وسائل العيش الكريم للإنسان. وعن الأطفال المجتمعين حوله أجاب عبد القادر "أحضرتهم للتسول بهم كما يفعل جميع المتسولين"!! وعن المرأة التي كانت بجواره قال إنها تقاسمت معي المر طيلة الخمس سنوات التي قضيناها في الشارع فهي أكيد زوجتي وأم أولادي". تقربنا من شعاعة، زوجة عبد القادر التي كان ظاهرا عليها اليأس من الحياة الكريمة فتحدثت إلينا بصوت منخفض قائلة "لا أدري كم عمري، أعرف أنني أبلغ تقريبا 42 سنة لأني لم أدرس في حياتي". اجتمع حولنا أولادها الستة بملابسهم الرثة وأول طلباتهم "نريد أن ندرس كغيرنا من الأطفال ونلبس كذلك" وراحت تسترسل شعاعة في حديثها وتقول "أنا لم أدرس لكن أريد أن يدرس أولادي مثل غيرهم" وما أكده عبد القادر خلال حديثنا إليه هو الحفاظ على وثائقه ووثائق أولاده وزوجته مضيفا أن فقدانه للوثائق يحوله إلى متشرد وعائلته في حين شدد مؤكدا أنه غير متشرد بل هو دون مأوى، واليوم هو يناشد وزارة التضامن الوطني للنظر إلى حالة الأطفال المزرية التي يعيشونها بشوارع بئر خادم.