لم تجد عائلة شماخ ببلدية سريانة بولاية باتنة و بعد أن ضاقت بها الأرض من منفذ بعد الله تعالى سوى مناشدة كل من وزير الصحة، و وزير التضامن، ووالي ولاية باتنة السيد عبد القادر بوعزقي، و رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد بدعيدة بوزيد من أجل التدخل السريع للتكفل بحالة البرعم عبد الرحمن بنقله للعلاج في الخارج، بعدما فشلت كل المحاولات في إجراء عملية له في المستشفيات الجزائرية بغية استئصال ورم يقع في مؤخرة الظهر يزداد حجمه يوما بعد يوم . أطفا البرعم عبد الرحمن شماخ شمعته الأولى يوم 3 جوان الماضي دون أن يتحرك ولو شبرا واحدا من فراشه بسبب إصابته بإعاقة تتمثل في ورم ثقيل ملتصق بمؤخرة الظهر، ناتج عن مرض '' سبيفينا بيفيدا'' النادر، و الذي يعتبر من الأمراض التي لا تزال في الظل، ومعروفة على مستوى محدود في الأوساط الطبية بالجزائر رغم خطورته على حياة المريض، الذي غالبا ما يولد به وتبقي حياته مرهونة بتوفر الدواء وهو عكس ما قالته وزارة الصحة من أن معالجته تتم محليا، غير أن حالات كثيرة تنتظر هذا العلاج منها حالة الصغير عبد الرحمن الذي ولد بعيادة سريانة للتوليد لينقل مباشرة إلى مستشفى باتنة الجامعي أين رقد شهرا، وعرض خلاله على عدة أطباء مختصين ذعروا من حالته، خاصة و أنه ولد ولادة طبيعية بوزن 4 كلغ وهذا حسب ما أكدته والدته '' للحوار'' ليعرض مرة أخرى على الطبيب آيت المختص في الأعصاب، والذي وصف له دواء لمدة شهر دون فائدة ليواصل والداه رغم الظروف المادية السيئة جدا رحلة البحث عن أمل جديد في عيادة أخرى. حيث عرض على الطبيب نزاري والذي طلب من أم عبد الرحمن أن تعيده للبيت بحجة أن مثل هذه الأمراض مستعصية ليقضي نهائيا على أمل عبد الرحمن في الحياة، وتمر الأيام .... و صحة البراءة من سيئ إلى أسوء في غياب كفاءة طبية تحدد نوع المرض وكيفية العلاج، وتواصل الأم المنهارة تقليب يوميات عبد الرحمن منذ الولادة حيث أكدت أن الحالة غير وراثية بحيث لم يثبت في عائلتها هي وزوجها وجود حالة مماثلة ليدخل مجددا الصغير إلى مستشفى باتنة أين مكث 4 اشهر أجريت له خلالها عملية جراحية دقيقة عن طريق وضع قناة لنزع الماء من رأسه الذي يزداد حجمه يوما بعد يوم بسبب داء آخر لا يقل خطورة عن سابقه و هو داء '' هيسيدروفا لي '' ليصاب عبد الرحمن بتعفن استدعى نزع الأنبوب لتخليصه من المعاناة والآلام التي يئن منها في صمت. وما كان على الأب الحائر و الأم التائهة سوى الخضوع للأمر الواقع و تتبع ما يحدث لفلذة كبدهما، خاصة أمام عجز الأطباء عن علاجه واستمرار الورم في الزيادة، حيث قفز وزنه إلى حوالي 250 غرام ينفجر بين الحين و الآخر دون أن يجف، و شير هنا أن هذا الورم تسبب في شلل نصفي أدى إلى إعاقته حركيا، وهذا ما أثبتته كل الفحوصات الطبية الدقيقة التي أجراها الصغير بمختلف عيادات باتنة، لتستمر حالة الصغير في التراجع وهذا رغم استهلاكه لكميات كبيرة من الأدوية التي أنهكت بنيته المورفولوجية، و تسببت له حالة عدم التحكم في البول و طرح الفضلات مما يستلزم بقاءه في الحفاظات كما أن درجة حرارته ترتفع عدة مرات في اليوم، وتصل أحيانا إلى 45 درجة مايستلزم مراقبته باستمرار، وقد أسر لنا أحد أقارب العائلة أن والد عبد الرحمن لم يعد يأبه بتحوله إلى رجل متسول بعد أن باع معظم أغراض البيت من أجل مجابهة المصاريف الصحية الباهضة الثمن لصغيره من أدوية و حفاظات وفحوصات...... الخ، خاصة بعد اضطرار زوجته للتوقف عن العمل من أجل رعاية ابنها، وهو ما زاد في معاناة هذه العائله التي أخبرتنا أن العذاب يزداد بداخلها وهي تشاهد قرة عينها يبكي ويتألم دون أن نستطيع فعل شيئ لانقاد حياته في ضل ارتفاع تكاليف العلاج من جهة والفقر الذي تعيشه من جهة أخرى. ورغم ذلك فهي لم تفقد الأمل في أن يستجيب المحسنون و ذوو القلوب الرحيمة، وعلى رأسهم وزير الصحة ووزير التضامن والي ولاية باتنة ورئيس المجلس الشعبي الولائي استغاثتها العاجلة بغية إنقاذ عبد الرحمن من العذاب و حلقة الموت البطيء، حيث توسلت العائلة مجددا بالمسؤول الأول عن الولاية من اجل التضامن مع براءة عبد الرحمن، واتخاذ إجراءات نقله للعلاج في الخارج أو الموافقة على عرض حالته على الفريق الطبي الجراحي القادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال هذا الصيف بقيادة البرو فيسور ''ماريدريك ماير'' لمعالجة بعض الأطفال المصابين بداء ''سبيفينا بيفيدا'' الذي يعاني منه عبد الرحمن وهذا حسب ما أكدته عائلة الصغير المتعطش للحياة، والذي ترك في نفسنا حزنا عميقا على حالته. رقم هاتف والد عبد الرحمن لمن أراد المساعدة : 35 93 90 62 06