طالب الوصاية بتحري المنتوج العمومي للإطاحة بنظيره الخاص أوعز الأمين العام للفدرالية الوطنية للصناعات الغذائية، كمال بن عبو، الأسباب التي كانت وراء ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى عتبة 260 دينار في الآونة الأخيرة، إلى تسجيل نقص في المادة في السوق الوطنية بسبب قيام الوصاية بتخزين 6 آلاف طن من اللحوم البيضاء في غرف التبريد، فضلا عن تخزينها لكميات لا تعد ولا تحصى من البيض الذي يعتبر في أمس الحاجة إلى تسويقه في أقرب الآجال الممكنة قبل اللجوء إلى إتلافه. وأوضح بن عبو، أن الجهات الوصية خزنت كمية 6 آلاف طن من اللحوم البيضاء، لأسباب مجهولة، أدى بالمضاربين إلى رفع أسعارها إلى عتبة 260 دينار، نتيجة تسجيل نقص في المادة في السوق، حيث أصبح الطلب أكثر من العرض، مؤكدا في السياق ذاته أنه في حال تسويق المادة قبل حلول شهر رمضان، فإن الأسعار ستعرف انخفاضا محسوسا؛ إذ تصل إلى غاية 120 دينار للكيوغرام. وبخصوص البيض الذي ارتفع سعره في الآونة الأخيرة إلى سقف 10 دينار، أوعز محدثنا أسباب الارتفاع إلى وجود كميات خيالية منه مخزنة لابد من تسويقها في أقصاه شهر واحد، وإلا سيتم إتلافها بإلقائها في مفرغة وادي السمار أو باللجوء إلى حرقها نتيجة اقتراب انتهاء مدة صلاحيتها. وقال محدثنا أن سياسة التخزين التي لجأت إليها الوصايا، راح ضحيتها المستهلك والمنتج، بينما استفاد منها فقط المضاربون، قاصدا هنا القطاع الخاص الذي اعتبر الفترة هذه التي يسجل فيها ندرة في المواد السالفة الذكر، بفرصة ثمينة لغزو السوق بمنتوجاته ورفع الأسعار، مقابل تكديس لمنتوجات القطاع العمومي، موضحا في اتصال مع "النهار" أن فتح الباب أمام هذا الأخير، فإن أسعار المواد الغذائية ستنخفض إلى أدنى المستويات، حيث ستنخفض أسعار البيضة إلى 6 دينار واللحوم البيضاء إلى 120 دينار للكيلوغرام، إلى جانب بعض المواد الأساسية الأخرى المنتجة من قبل بعض المؤسسات العمومية التي لم يمسها بعد شبح الخوصصة مثل تلك المنتجة للسكر التي لا تزال محافظة على سعر التسويق للمستهلك ب 65 دينار، بينما المنتج من قبل الخواص هو الذي عرف ارتفاعا إلى 70 دينار، والشيء نفسه بالنسبة لمادتي السميد والفرينة اللتان لا تزال أسعارهما مستقرة نتيجة تدعيمهما من قبل الحكومة. هذا، وطالب بن عبو السلطات بتحرير المواد الاستهلاكية المنتجة من قبل القطاع العام التي تعاني في الفترة الراهنة شبح التكديس، قصد "الإطاحة" بنظيره الخاص الذي يستغل حسبه حلول شهر رمضان لإلهاب الأسعار، قائلا "إن القطاع الخاص كل سنة يستغل فرصة حلول شهر رمضان ليحوّل المغزى من حلوله من الرحمة إلى زرع المنكر في حق الشعب".