تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الساعات الأخيرة على المناطق الشرقية من الوطن في وفاة 5 أشخاص بكل من ولاية باتنة، خنشلةوأم البواقي، فضلا عن خسائر مادية تكبدها الفلاحون بالدرجة الأولى مع تسرب مياه الأمطار إلى العديد من المنازل وتعطل حركة المرور عبر عدة محاور من الطرقات. فقد أعلنت مصالح الحماية المدنية، أمس، تسجيلها وفاة فتاة وإصابة 6 أشخاص آخرين تتراوح أعمارهم بين 14 و53 سنة، بجروح متفاوتة الخطورة، عندما كانوا على متن سيارتين جرفتهما مياه الإمطار، إثر ارتفاع منسوب مياه وادي شروف ببلدية فم الطوب بولاية باتنة. فيما تمكنت المصالح المذكورة من إنقاذ 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين شهر و30 سنة من موت محقق، بعدما حاصرتهم مياه الوادي بالمكان المسمى "مزوالة" ببلدية بومية، إثر انحراف السيارة التي كانوا على متنها وسقوطها في الوادي. وعاينت الحماية المدنية بنفس الولاية 6 منازل تسربت إليها مياه الأمطار ببلديتي نقاوس وتيمقاد، كما تدخلت عناصرها لضخ المياه من عمارات حي 30 مسكنا ببلدية تيلاطو. وفي خنشلة، تم، حسب مديرية الحماية المدنية، انتشال جثتي طفل وطفلة في حدود السابعة صباحا من نهار أمس، بالمكان المسمى "شير مليح" ببلدية تاوزيانت، وكانت المصالح المذكورة سجلت فقدان الضحايا الثلاث منذ مساء أول أمس السبت، فيما توفيت طفلة أخرى ببلدية بوحمامة كانت على متن سيارة جرفتها سيول الأمطار. وتسببت كميات الأمطار المصحوبة بالبرد والتي تساقطت على بلديات متوسة وبغاي وقايس والرميلة وتاوزيانت والحامة وخنشلة، في إلحاق أضرار بنحو 300 مسكن إثر تسرب مياه الأمطار إليها وظهور تشققات في الأسقف. وقامت مصالح الحماية المدنية إثر تدخلها ببلدية متوسة بإجلاء 19 عائلة متكونة من 80 فردا ونقلها إلى أماكن آمنة، كما أنقذت حوالي 50 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار بمناطق متفرقة من هذه البلدية، منهم 28 شخصا كانوا على متن 8 سيارات سياحية وشاحنة نصف مقطورة. من جانبها، تكفلت مصالح الأمن والدرك الوطنيين بتسهيل المرور ل15 سيارة وكذا حافلة كان على متنها 50 شخصا بعد أن علقوا بالمكان المسمى "بقاقة" على الطريق الوطني رقم 32 الرابط بين ولايتي خنشلةوأم البواقي. وبولاية أم البواقي، خلفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت، منذ فجر أول أمس، أضرارا مادية بممتلكات المواطنين ببلدية "وادي نيني"، حيث أدت إلى إتلاف محاصيل زراعية وهلاك بقرتين وتضرر مستودعات لتربية دجاج البيض. ولم تتمكن مصالح البلدية برفقة المواطنين من إعادة فتح الطرق المؤدية للطريق الوطني الرابط بين خنشلة وعين البيضاء، إلا بعد الاستعانة بالمقاولين الذين سخروا عتاد الأشغال من رافعات وشاحنات لإزاحة الحجارة والأتربة المتراكمة. وأفادت مصالح الحماية المدنية بأن الأمطار الطوفانية التي تساقطت عبر بلديات ولاية أم البواقي أدت إلى فيضانات هائلة بعين امليلة، خلفت هلاك طفلة بعد أن غرقت في بركة ماء. كما تمكنت عناصر المصالح المذكورة من إنقاذ 30 رأسا من الأغنام بإحدى قرى "فكيرينة" ومساعدة 30 ساكنا في الطوابق الأرضية، فيما أجلت 5 آخرين بمنطقة بريش، وساعدت 60 ساكنا بكل من "أولاد حملة" و«أولاد زواي" بعد أن غمرت سيول الأمطار منازلهم، وتدخلت بعين امليلة لإبعاد شاحنة نقل الوقود انقلبت جراء الأمطار وعلى متنها 27 ألف لتر من المازوت.
الأمطار تكبد مربي الدواجن خسائر معتبرة من جهتها، لم تسلم ولاية سطيف من الخسائر المترتبة عن كميات الأمطار المعتبرة التي تهاطلت على بلدياتها، والتي أدت إلى تسرب المياه للعديد من المنازل الواقعة في الطوابق السفلية بحي 120 مسكنا تساهميا ببلدية بئر العرش. وتجاوز ارتفاع المياه والأوحال بهذه المنازل ال1,5 متر، ما أدى إلى خروج السكان في حالة ذعر شديد، صاحبتها حملات تضامنية واسعة بين أهل الحي، حيث قام سكان الطوابق العلوية بإيواء المتضررين. من جانب آخر، عاش سكان قرية بورزام لحظات خوف وهلع، إثر فيضان واديي "مسكين" و«قرقور"، ما تسبب في إغراق المنطقة وإلحاق خسائر كبيرة بالفلاحين ومربي الدواجن، حيث تهدمت العديد من حظائر تربية الدواجن وتحطمت أسقفها المغطاة بالصفيح بسبب حبات البرد التي اجتاحت المنطقة.