تسببت الاضطرابات الجوية التي مست بعض ولايات الشرق الجزائري في وفاة 5 أشخاص على الأقل في كل من ولايتي الواديوأم البواقي، وذلك بسبب العواصف الرملية والأمطار الطوفانية. تمر هذه الأيام بولاية الوادي عواصف رملية كثيفة للغاية لم تشهدها المنطقة منذ سنين، بلغت قوّتها درجات قياسية للغاية، حيث لم يعد بمقدور السكان الخروج من مساكنهم بسبب قوّتها وكثرة الرمال التي تحملها معها، مما تسبب في توقف حركة المرور بالكامل في جميع طرقات الولاية سواء الداخلية أو الخارجية، في حين أدت الرياح القوية إلى سقوط عشرات الأشجار المثمرة. وتسببت العواصف الكبيرة في وفاة 4 أشخاص في حقول لزراعة البطاطا ببلديات الرباح والطريفاوي وحاسي خليفة وورماس كانوا ضحايا هذه العواصف، بحيث كان هؤلاء الضحايا وهم فلاحون متواجدين وقت العواصف الرملية في مزارعهم يحاولون إصلاح مرشات البطاطا خوفا من تلف البطاطا، وكذا تسبب الرياح في تعرية جذور البطاطا. وتعرض هؤلاء جميعهم في أماكن متباعدة لصعقات كهربائية نتيجة ملامساتهم لمحاور الرش الخاصة بالبطاطا بسبب خلل كهربائي في هذه المرشات التي سرت فيها الكهرباء دون علم الضحايا، كما تسببت الرياح في سقوط العشرات من أشجار النخيل المثمرة بعدة واحات نخيل على مستوى الولاية قدرتها مصالح الحماية في تقرير أولي بنحو 50 نخلة قابلة للزيادة، نتيجة عدم تبليغ الفلاحين عن كل حالات السقوط لا سيما في القرى البعيدة والنائية. وأدت الرياح بالكثير من المخابز للتوقف في بعض البلديات نتيجة التذبذب الحاصل في التيار الكهربائي والذي حال دون مواصلتهم لعجن الخبز، خوفا من الخسارة، مما أثر سلبا على المواطن بحيث شوهدت أمس ندرة حادة في الخبز بعدما توقفت المخابز عن صنعه. وتوقفت حركة المرور وتنقل المركبات والمسافرين في محطات المسافرين الذين تعذر عليهم السفر، نتيجة انعدام الرؤية في الطريق، وأيضا زحف الرمال الموجودة على جنبات عدة طرقات نحو داخل هذه الطرقات والتي أغلقت طرقات منها ما جعل أصحاب الحافلات وسيارات الأجرة يعزفون عن السفر خوفا على مركباتهم وأرواحهم. من جانب آخر أعلنت السلطات الولائية بالوادي ومختلف بلديات الولاية حالة الطوارئ القصوى تجنبا لأي مكروه قد يحدث لاحقا، خاصة وأن مصالح الأرصاد الجوية أشارت إلى تواصل العواصف الرملية إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري. وفاة طفلة ببلدية أولاد حملة وبأم البواقي، توفيت أول أمس السبت، طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات بدوار أولاد براهم كدية الصيد ببلدية أولاد حملة (بيرطو سابقاً) بدائرة عين مليلة، جراء الفيضانات التي شهدتها، خلال ال48 ساعة الماضية، معظم بلديات ولاية أم البواقي. الفتاة الضحية وقعت في بركة مائية نتيجة الكميات المعتبرة من الأمطار المتساقطة، كما تسببت هذه الفيضانات في عديد الخسائر المادية في بلديات أخرى من الولاية، وهي الأمطار التي كانت مرفوقة بكميات كبيرة من البرد تسببت في فيضانات غمرت الشوارع والمنازل، الأمر الذي أثار ذعرا كبيرا وسط المواطنين الذين أتلفت السيول أثاثهم وممتلكاتهم بأغلب بلديات الولاية. وقال المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لأم البواقي النقيب مفتي نوال ل”الفجر” لقد ”تسببت مياه الأمطار التي تساقطت في عدة خسائر، من بينها وفاة طفلة في السابعة من عمرها سقطت في بركة مياه بدوار أولاد براهم بكدية الصيد ببلدية أولاد حملة بدائرة عين مليلة، وتدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء عائلتين من 6 أفراد إلى مكان آمن ببلدية أم البواقي، وعائلة أخرى تتكون من 4 أفراد ببلدية عين كرشة، وعائلة من 7 أفراد ببلدية أولاد زواي بدائرة سوق نعمان، وإجلاء عجوز في ال75 من العمر بسوق نعمان، بعد أن غمر منزلها بمياه الأمطار، كما تم إنقاذ 30 رأس غنم ببلدية فكيرينة”. أما عن عدد المنازل المغمورة بالمياه، فقد تم إحصاء 32 منزلا ببلدية فكيرينة، 5 منازل سكنية بلدية بريش، طوابق أرضية لعمارة بأولاد حملة، كما أغلب أحياء مدينة مسكيانة غمرت بالمياه. وقامت المصالح ذاتها بفتح الطريق الولائي رقم 6 الرابط بين أولاد زواي وعين مليلة، والطريق الوطني رقم 3 والطريق البلدي رقم 2 ببلدية وادي نيني، كما تم تسجيل تسربات داخل مؤسسات إدارية وكذلك تم تسجيل انحراف شاحنة ذات صهريج محملة ب27 ألف لتر من مادة المازوت بالطريق الوطني رقم 3 بين قسنطينة وعين مليلة، كما تم إبعاد 12 سيارة غمرتها المياه، وإنقاذ سائقيها عبر مختلف الطرق، وإخراج 9 سيارات غمرتها مياه الأمطار بالطريق الوطني رقم 32 الرابط بين أم البواقيوخنشلة. 4 وفيات بخنشلةوباتنة وفي السياق ذاته، ذكرت مصالح الحماية المدنية أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت بولايات باتنةوخنشلةوأم البواقي خلال ال24 ساعة الأخيرة، تسببت في وفاة 5 أشخاص وتسرب مياه الأمطار إلى مئات المنازل، أغلبها بولاية خنشلة فيما تعطلت حركة المرور على العديد من محاور الطرقات. وتمثلت الخسائر المسجلة بباتنة حسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، زهير نكاع، في وفاة فتاة وإصابة 6 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة تتراوح أعمارهم بين 14 و53 سنة كانوا على متن سيارتين جرفتهما سيول الأمطار إثر ارتفاع منسوب مياه وادي شروف ببلدية فم الطوب، مضيفا أنه تم إنقاذ 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين شهر و30 سنة من موت محقق بعدما حاصرتهم مياه أحد الأودية بالمكان المسمى مزوالة ببلدية بومية بعد انحراف السيارة التي كانوا على متنها وسقوطها في واد. وبولاية خنشلة، تم حسب المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية، الملازم الأول عادل مساعدية، انتشال جثتي طفل وطفلة صبيحة أمس الأحد في حدود السابعة صباحا بالمكان المسمى شير مليح ببلدية تاوزيانت، بعد أن فقدا منذ مساء أمس السبت فيما توفيت طفلة أخرى ببلدية بوحمامة كانت على متن سيارة جرفتها سيول الأمطار. وذكر المصدر ذاته في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن كميات الأمطار التي كانت مصحوبة بالبرد عبر بلديات متوسة وبغاي وقايس والرميلة وتاوزيانت والحامة وخنشلة تسببت في إلحاق بعض الأضرار ببعض السكنات، حيث عاين أعوان الحماية المدنية بها أكثر من 300 مسكن إثر تسرب مياه الأمطار إليها وظهور تشققات في الأسقف. وتم في السياق ذاته إجلاء 19 عائلة متكونة في مجموعها من 80 فردا إلى أماكن آمنة، خاصة بمتوسة وكذا إنقاذ حوالي 50 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار بمناطق متفرقة من هذه البلدية، منهم 28 شخصا كانوا على متن 8 سيارات سياحية وشاحنة نصف مقطورة، في حين تم تسهيل المرور ل15 سيارة وكذا حافلة كان على متنها 50 شخصا بعد أن علقوا بالمكان المسمى بقاقة على الطريق الوطني رقم 32 الرابط بين ولايتي خنشلةوأم البواقي. وذكر الملازم الأول عادل مساعدية أن مصالح الحماية المدنية بولاية خنشلة سخرت كل الإمكانات اللازمة لعمليات التدخل عبر البلديات المتضررة، منها أكثر من 10 سيارات إسعاف و15 شاحنة إطفاء وأكثر من 80 عونا من مختلف الرتب.