اتهمت النقابة المركزية القوية في تونس السبت، حركة النهضة الاسلامية الحاكمة باتباع "المراوغات والحيل السياسية" لإفشال وساطة تقوم بها مع ثلاث منظمات اهلية أخرى منذ نحو شهرين، لحل الازمة السياسية التي اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 جويليا الماضي. وأفاد حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في مؤتمر صحفي ان النهضة اتبعت "المراوغات والحيل السياسية" و"المماطلة لربح الوقت وتمييع الحوار (المفاوضات) وعدم الوصول الى نتائج". والجمعة أعلنت حركة النهضة في بيان "قبول" خارطة طريق اقترحتها المركزية النقابية لحل الازمة. وتنص خارطة الطريق بالخصوص على حل الحكومة الحالية التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة الاسلامية، وتعويضها بحكومة كفاءات غير حزبية. وقال حسين العباسي "لا يمكن ان نقبل قبول (حركة النهضة بخارطة الطريق) لأنها لم تجب بدقة عن نصف ما ورد في خارطة الطريق". وأضاف "نعتبر البيان (الذي اصدرته حركة النهضة الجمعة) غامضا وفيه مناورة وتأويلات وقراءات متعددة، وليس هناك أفضل من الوضوح". ولفت الى ان المعارضة العلمانية قبلت بخارطة الطريق. وفي 17 سبتمبر أعلنت المركزية النقابية، ومنظمة أرباب العمل (أوتيكا)، وعمادة المحامين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، خارطة طريق لإخراج البلاد من ازمة سياسية غير مسبوقة منذ وصول الاسلاميين الى الحكم نهاية 2011. وتتولى المنظمات الاربع، بحسب خارطة الطريق، تنظيم "جلسة أولى للحوار الوطني.. يحضرها الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والحكومة والمجلس التاسيسي) ومسؤولو الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، ويتمّ خلالها الإعلان عن القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة، لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة، وتحلُّ محلّ الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها".