أعلن علي بن محسن بن فطيس المري، المحامي الخاص للأمم المتحدة المكلف بملف استرداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي، أمس، على هامش أعمال المنتدى العربي الثاني لاسترداد الأموال المنهوبة في مراكش، أن دولاً أوروبية وخليجية هي على رأس الدول التي تستقبل أموال مسؤولين عرب سابقين أطاح بهم الربيع العربي. وقال المري، وهو نائب عام في قطر، في حديث، إن "دول أوروبا والخليج على رأس الدول المستقبلة للأموال المنهوبة من دول الربيع العربي"، مضيفًا أن تركز الأموال العربية المنهوبة يحدث بدون شك في دول أوروبا، وبعدها دون أن نستغرب، تأتي دول الخليج. واعتبر المري أن كل مسؤول موجودة لديه هذه الأموال، يكره الحديث في الموضوع كره العمى، لكن العملية ليست بالمزاج، لأن هناك اتفاقيات دولية موقعة إما نحترمها أو تعم الفوضى في الشارع. وبالنسبة للدول المنهوبة منها هذه الأموال وحجمها، قال محامي الأممالمتحدة إن التهريب يشمل جميع الدول العربية تهريبًا واستقبالاً، لكن حجمها يختلف من بلد لآخر حسب حجم الاقتصاد، فمصر ليست تونس واليمن وكلاهما ليسا ليبيا، مشيرًا إلى أن حجم هذه الأموال كبير وضخم جدًا. وتقديرات الخبراء حول حجم الأموال المهربة في اتجاه "الملاذات الآمنة" تختلف، وعلى رأسها سويسرا ولوكسمبورغ وإمارة موناكو والنمسا وجمهورية التشيك وجزر كايمن وإسرائيل. وظهرت مهمة المحامي الخاص للأمم المتحدة المكلف بملف استرداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي، مع اندلاع الثورات العربية بداية 2011 ضد الأنظمة القائمة. وأضاف المري أدرك حينها العالم والأممالمتحدة أن هذه الدول تحتاج إلى مشورة فنية في بعض الملفات، ومنها ملف الأموال المنهوبة الذي كان من بين ملفات الساعة. وتتجلى مهمه المحامي كما يشرحها "في محورين، أولها تقديم المشورة الفنية للدول المنهوبة منها الأموال، والضغط على الدول الموجود فيها هذه الأموال لإعادتها، موضحًا أنه لا يقوم بدور الوساطة وإنما بدور قانوني صرف، فهناك دول في حاجة لمعرفة الإجراءات القانونية الواجب اتباعها لاسترجاع أموالها من فرنسا أو سويسرا أو ألمانيا أو أمريكا. وأضاف المحامي الخاص للأمم المتحدة المكلف ملف استرداد الأموال المنهوبة: "عندما تكون ردة فعل الجانب الآخر سيئة، تقوم الأممالمتحدة بالتدخل والتحدث إلى هذا الجانب، الذي قد يدعي عدم وجود استقرار في البلد الذي يريد استرجاع أمواله، أو غياب مخاطب مباشر في الملف"، مؤكدًا أن "نزيف الأموال المهربة ازداد إبان الثورات العربية، وما زال مستمرًا، وسيكون من بين نتائجه إفقار العالم العربي".