أكدت الجماهير الجزائرية تمسكها بالمنتخب الوطني والراية الوطنية في وقت الشدة، ومساندتها لها للوصول إلى الهدف المنشود والتواجد في مونديال البرازيل 2014، حيث عاش الآلاف من عشاق "الخضر" الذين حلوا بمدينة البليدة حالة هيسترية كبيرة منذ تواجدهم أمام محيط ملعب مصطفى تشاكر الذي احتضن الحدث، 24 ساعة قبل بداية اللقاء، أين قضوا اللية هناك وسط أجواء حماسية وأخوية، مرددين مختلف العبارات التي تمجّد الخضر والجزائر ككل، في صورة بينت مدى تضمان الشعب الجزائري في الأوقات الحرجة التي تمثل مصير الأمة الجزائرية ككل. آلاف الأنصار قضوا ليلة المباراة أمام الملعب وتحملوا البرد والمطر من أجل الجزائر قضت الآلاف من الجماهير الجزائرية التي حجت إلى مدينة البليدة من مختلف ولايات الوطن، ليلة المباراة أمام الملعب، من أجل التمكن دخوله فور فتح الأبواب على الساعة التاسعة صباحا للظفر بمقعد في المدرجات، خوفا من امتلائها باكرا، نظرا للتوافد الكبير من الأنصار بحكم أهمية اللقاء، حيث فضل الأنصار الذين كانوا من مختلف الأعمار تحمّل برودة الطقس والأمطار الكثيرة من أجل الجزائر والمنتخب الوطني بعد عقدهم العزم على مساندة رفقاء القائد مجيد بوڤرة لآخر دقيقة في مشوار طريقهم إلى المونديال ورؤية العلم الجزائري يرفرف عاليا في بلاد السامبا الصيف القادم، ولو كان ذلك على حساب صحتهم عقب مبيتهم في العراء. صنعوا أجواء رائعة والبليدة قضت ليلة بيضاء وقد صنع الأنصار أجواء رائعة طيلة فترة تواجدهم أمام الملعب، حيث شهدت مختلف الشوارع والأزقة المؤدية إلى الملعب احتفالات كبيرة تحت أهازيج حناجر الجماهير الغفيرة التي لم تمنعهم الظروف المناخية التي ميزت مدينة الورود، من خلق الفرجة التي اعتادوا صنعها أينما حلوا وارتحلوا، فضلا عن إشعالهم النار وسط تجمعاتهم من أجل الشعر بقليل من الدفء وتجاوز برودة الطقس الشديد، وهو ما رسم صورة جد رائعة فسرت ما في داخل قلوب الجزائريين المتفائلين بمستقبل منتخبهم الوطني. وقد قضت مدينة الورود ليلة بيضاء جراء الحدث الهام الذي احتضنته والذي ميزته مواكب السيارات الكبيرة التي كانت تجوب الشوارع وسط أبواق السيارات والفوفوزيلا التي ذكرت كل الحضور بمونديال جنوب إفريقيا. أبواب الملعب فتحت على الساعة التاسعة صباحا وسط إجراءات أمنية صارمة فتحت أبواب ملعب مصطفى تشاكر على الساعة التاسعة صباحا، كما كان مقررا، من أجل السماح للوفود الجماهيرية للدخول في ظروف حسنة وتجنب الفوضى التي حدثت في عملية بيع التذاكر، حيث طبقت مصالح الأمن التي سخرتها السلطات المحلية لضمان السير الحسن لعملية دخول الأنصار ومتابعة اللقاء، خطة وإجراءت امينة صارمة للتحكم في الوضع وتجنب الفوضى والتدافع، وتفادي الدخول في متاهات هم في غنى عنها، خصوصا بعدما سجل الأنصار حضورا قياسيا من مختلف ربوع الوطن لم تقدر مدرجات ملعب تشاكر على استعابهم. تفتشيات صارمة وممنوع إدخال الأكل والماء قام رجال الشرطة الذين كلفوا بعملية تنظيم دخول الأنصار إلى الملعب بفرض تفتيشات صارمة على كل مناصر قبل دخوله إلى الملعب، وهذا لضمان سلامة الأنصار والسير الحسن للمباراة الهامة، خاصة وأن حدوث أي شيء خلال أطوار المباراة ستكون عواقبه وخيمة على الجزائر، حيث طلب رجال الأمن من كل مناصر إظهار بطاقة التعريف والتذكرة قبل مسافة طويلة من المدخل، لتسهيل العملية، كما لم يسمح أعوان الأمن بإدخال الولاعات والألعاب النارية فضلا عن الأكل والماء لتجنب رشق أرضية الميدان بها أثناء المواجهة. اشتباكات خفيفة بين الأنصار ورجال الأمن رغم التنظيم المحكم نشبت اشتباكات خفيفة بين الأنصار وعناصر الأمن مباشرة بعد فتح الأبواب، بسبب الطوابير الكبيرة التي خلقتها الجماهير أمام مداخل الملعب، حيث لم يهضم الأنصار الذين سجلوا حضورهم أمام الملعب ساعات كثيرة قبل فتح الأبواب، الانتظار لوقت أطول من أجل الدخول، مما عجل في دخولهم مناوشات مع القوات الأمنية قبل أن تتطور إلى اشتباكات خفيفة تخللتها عمليات كر وفر قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بعد تعقل الأنصار. نصف المدرجات امتلأت بعد ساعة من فتح الأبواب امتلأت نصف مدرجات ملعب مصطفى تشاكر ساعة واحدة فقط بعد فتح الأبواب، حيث تمكن عدد قليل مقارنة بالوفود الجماهيرية من الدخول إلى مدرجات الملعب في الساعة الأولى، نظرا للتدافع الكبير وفتح القليل من الأبواب للتحكم في الوضع وضمان عدم تسلل أنصار آخرين، وهو ما يعتبر رقما قياسيا لم يشهد له ملعب البليدة مثيلا من قبل، نظرا لأهمية المقابلة عند الأنصار الذين لم يمنعهم أي شيء من تقديم للدعم اللازم لتشكيلة النخبة الوطنية. الملعب اكتظ عن آخره 7 ساعات قبل بداية المواجهة اكتظ ملعب مصطفى تشاكر عن آخره على الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، بأنصار الخضر الذي توافدوا بكثرة لمساندة أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في مواجهتهم المصيرية أمام الخيول البوركينابية، حيث أبت الجماهير الجزائرية إلا التواجد منذ الصباح الباكر أمام شبابيك الملعب الذي اكتظت مدرجاته عن آخرها سبع ساعات كاملة قبل بداية المباراة، فيما فضل الكثير منهم المبيت أمام محيط الملعب رغم سوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس وتهاطل الأمطار، وهو ما يؤكد تعلق الجزائريين بالخضر. هذا ولم تمنع الأمطار الكثيرة التي تساقطت أمس من تواجد الأنصار في المدرجات المكشوفة حيث لم يأبهوا بسوء الأحوال الجوية مؤكدين بذلك أنه لا شيء يعلو فوق الراية الوطنية. المئات لم يتمكنوا من الدخول رغم امتلاكهم للتذاكر لم يتمكن المئات من الأنصار الذي سجلوا حضورهم أمام الملعب ساعات قبل فتح أبوابه، من الدخول والتواجد في مدرجات الملعب، رغم امتلاكهم للتذاكر التي اقتنوها سابقا، وذلك لامتلاء الملعب وغلق أبوابه كاملة في حدود منتصف النهار، بطلب من الجهات المعنية والمسؤولة على التنظيم، وهو الأمر الذي أفقد هؤلاء الأنصار صوابهم ولم يهضموا الأمر خاصة وأنهم يملكون تذاكر أصلية اشتروها من شبابيك الملعب، مما دفعهم لصب جام غضبهم على رجال الشرطة مرددين مختلف عبارات التنديد ب"الحڤرة". التذاكر المزورة "دارت حالة" وتراجع مريب للأسعار في السوق السوداء صنعت التذاكر المزورة التي سربتها بعض الجهات المجهولة في السوق السوداء، الحدث طيلة الفترة التي سبقت دخول الأنصار، خصوصا بعد تواجدها بكثرة، مما جعل الأنصار الذين لم يحصلوا على التذاكر من الشبابيك بسبب نفاذها في وقت قصير، يلجأون إلى السوق السوداء، وهو ما أخلط أوراقهم لصعوبة التفريق بين التذاكر الأصلية والمزورة، كما عجلت هذه التذاكر المزورة بمجرد طرحها في السوق بتراجع مريب في الأسعار، أين إلى ما قيمته 1200 دينار ليلة اللقاء بعدما بلغ سعرها في السابق إلى حدود 5000 دينار أو أكثر في بعض المناطق. كما تسببت التذاكر المزورة في إقبال جماهيري كبير فاق قدرة استعاب الملعب، وهو ما تسبب في امتلائها ساعات قبل بداية اللقاء وحرم المئات من الدخول. الجالية الجزائرية في فرنسا عاشت الحدث والنشيد الوطني يدوي في سماء باريس عاشت الجالية الجزائرية في مختلف دول العالم وخصوصوا فرنسا، أين تتواجد بكثرة، الحدث أمس قبل انطلاق اللقاء، حيث فضل الجزائريون التجمع والسير في شوارع مختلف المدن الفرنسية، خاصة العاصمة باريس، في مواكب السارات وسيرا على الأقدام حاملين الرايات الوطنية ومرتدين الأقمص الوطنية ومرددين النشيد الوطني الذي دوى في سماء عاصمة الجنة والملائكة، في مشهد استغرب له كل الحاضرين خاصة وأن الفترة التي أطلق فيها الأنصار العنان لأفراحهم تزامن مع الوقت الذي كان أنصار الديكة يتأهبون لمباراتهم الحاسمة أمام أوكرانيا لحساب الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم 2014 الخاصة بأوروبا، وكأن الأمر يتعلق بالجزائر فقط دون فرنسا، رغم أن الاحتفالات كانت على أرضها وأمام شعبها.