يتبعون طرقا تشبه إلى حد كبير ما نراه في الأفلام شهدت الدورة الجنائية المنصرمة خلال شهر جويلية الماضي عددا من القضايا العابرة للحدود، أخطرها على الإطلاق تلك التي تعلقت بتصدير واستيراد المخدرات الصلبة كالكوكايين والهيروين، حيث تطرقت محكمة الجنايات ولأول مرة في دوراتها لهذا النوع من القضايا التي يتورط فيها أفارقة يتخذون من الجزائر نقطة عبور لهم إلى الدول الأوروبية. وعالجت جنايات العاصمة في دورتها المنصرمة، عدة قضايا تعلقت بجريمة تصدير واستيراد المخدرات الصلبة عبر الجزائر، والتي عرفت تورط الأفارقة الذين يكشفون عن شبكات مختصة للمتاجرة في هذه المادة بالخارج، وأن هؤلاء يعملون لحسابهم مقابل أجر معين، وكذا نظير نقل مادة الكوكايين من إحدى الدول الإفريقية كالنيجر ومالي، حسب ما كشف عنه المتهمان اللذان مثلا أمام العدالة، إلى إسبانيا حيث كشفا أنها قبلة كل الأفارقة الذين يتاجرون في هذه المادة. وهناك أربعة أقطاب قضائية على المستوى الوطني مختصة في معالجة مثل هذه القضايا العابرة للحدود، وكذا تلك التي تتعلق بشبكات الإرهاب، وغيرها من الملفات الثقيلة. ويعتبر هذا النوع من القضايا دخيلا على العدالة الجزائرية، إذ لم تشهد مثل هذا النوع من الملفات إلا خلال الدورة المنصرمة، وتطبق عقوبات صارمة ضد هؤلاء تتراوح بين 20 سنة سجنا والمؤبد. ويتبع المتاجرون في مثل هذا النوع من المخدرات أساليب وخطط جهنمية تشبه إلى كبير تلك التي نراها في الأفلام الأمريكية، يصعب الكشف عنها بسهولة، إذ تجدر الإشارة إلى أن المتهمة الأولى ضبطت عندما أرادت اجتياز جهاز السكانير، حيث اكتشف أمرها من خلال كبسولات الكوكايين التي كانت تحملها داخل أعضائها التناسلية، في حين تم اكتشاف كبسولات أخرى بعدما تم القبض عليها وتحويلها إلى مركز الشرطة العلمية بشاطوناف، وذلك لمعاينة المادة المخدرة التي أثبتت التحاليل أنها مادة الكوكايين، كما صرحت به "أوجاما أنجيلا"، 21 سنة، ذات الجنسية النيجيرية. هذه الأخيرة التي كشفت أيضا عن وجود كبسولات أخرى تحملها داخل أحشائها، مما أدى إلى تحويلها مباشرة إلى مستشفى مصطفى باشا للنظر في وضعيتها وكيف يمكن استخراجها، وأشار الطبيب إلى أن المتهمة ستطرح هذه الكبسولات في دورة المياه بطريقة عادية. وفي ذات السياق كشفت أوجاما أنجيلا التي حكم عليها ب20 سنة سجنا نافذا، أنها تعمل لحساب مواطن إسباني كلف زوجها بالمهمة، فبادرت إليها مكانه، مشيرة إلى أنها اختارت الجزائر لعدم تكثيف الرقابة على هذا النوع من الجرائم، خاصة أنها لم تشهد مثلها من قبل، إلى درجة أن الشرطة لم تتمكن من معرفة طبيعة هذه المادة إلا بعدما أجريت عليها التحاليل من طرف الشرطة العلمية. وقال المتهم الآخر أنه اقتناها فقط لاستهلاكها، حيث كان يحمل معه 46 كبسولة من مادة الكوكايين ابتلعها كلها حتى يتمكن من تجاوز جهاز السكانير، إلا أنه طرح بعضها قبل صعوده إلى الطائرة مما سهل مهمة الشرطة في كشف أمره وتوقيفه. وقد حكم على المتهم ذي الجنسية النيجرية أيضا ب20 سنة سجنا رغم أنه حاول التحايل على القاضي والقول بأنه لم يكن يريد المتاجرة بها وإنما فقط لاستهلاكها، حتى يتم تغيير التهمة الموجهة إليه من جناية التصدير واستيراد المخدرات إلى جنحة استهلاك المخدرات.