كرم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، الطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2009، بمنحهم هدايا تمثلت في جهاز للإعلام الآلي لكل طالب وميداليات شرفية بالإضافة إلى استفادتهم من رحلة إلى الخارج، وكان عدد المتفوقين الحاصلين على تقدير جيد جدا قد بلغ هذه السنة 35 متفوق تقدمتهم التلميذة واسطي إخلاص التي تحصلت على معدل 68.17 من عشرين. أشرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بقصر الشعب على حفل تكريم التلاميذ المتفوقين في شهادة البكالوريا والذين بلغ عدد الحائزين على هذه الشهادة هذه السنة 135 ألف ناجح، تقدمتهم الطالبة واسطي إخلاص من ولاية وهران بإحرازها لمعدل 68.17 وهي في نفس الوقت أصغر متفوقة في بكالوريا هذا العام، ولقد تم تسليم المتفوقين هدايا تمثلت في جهاز للإعلام الآلي لكل طالب وميداليات شرفية، بالإضافة إلى رحلة إلى الخارج، وذلك بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وكذا أولياء التلاميذ. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أرجع وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد الفضل الكبير في نجاح هؤلاء التلاميذ، إلى الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية الذي قال إنه حمل على عاتقه مسؤولية التطوير والتحوير المدروس والإصلاح الشامل للمدرسة الجزائرية، مضيفا أن هذا الإصلاح "بدأ يعطي ثماره على أكثر من مستوى من خلال تطبيق سياسة تربوية متجددة تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة في بلادنا وفي مختلف القطاعات حتى يكون الإصلاح شاملا ومواكبا لكل ما يجري في العالم من مستجدات لها علاقة بعالم العلم والمعرفة، حيث اعتبر هذا النجاح بمثابة "ثمرة الجهود التي ما فتئت تبذلها الدولة الجزائرية لتجسيد مبدأ ديمقراطية التعليم على أرض الواقع. ولدى تطرقه إلى نسبة النجاح المحققة هذه السنة والتي قدر عدد الطالبات الحائزات على شهادة البكالوريا خلالها 77852 تلميذة أي بنسبة 67.57 بالمائة مقابل 33.42 بالمائة من الناجحين الذكور، أشار بن بوزيد إلى أن هذه الأرقام تعكس المكانة البارزة للإناث في مجال الدراسة والتمدرس كما ونوعان ليعلن عن أن عدد المتحصلين على هذه الشهادة بتقدير جيد جدا قد بلغ 35 متفوقا، منهم 10 متمدرسين و25 مترشحا حرا، فيما بلغ عدد الناجحين بتقدير جيد 1729 و24553 مترشح بتقدير قريب من الجيد. وحول ذلك أرجع الوزير هذه النتائج المحققة إلى الاهتمام بالمسألة البيداغوجية التي كانت المحور المركزي والمعلم البارز في عملية الإصلاح الشامل الذي شرع في تطبيقه منذ سنة 2003 والذي مس مختلف مكونات المنظومة التربوية، مشيرا إلى أن هذا الانجاز لم يقتصر على امتحان شهادة البكالوريا بل خص كذلك امتحان الانتقال إلى السنة الأولى متوسط حيث بلغت نسبة القبول للدورتين الأولى والاستدراكية معا نسبة 96.88 بالمائة وكذا السنة الأولى ثانوي التي بلغت نسبة القبول فيها 63.70 بالمائة، وهي نسبة لم يشهدها النظام التربوي الجزائري منذ الاستقلال، ليضيف أن العناية الخاصة لرئيس الجمهورية مكنتنا من تطوير المنشآت التربوية وتوسيع شبكتها عبر ربوع الوطن حيث انتقل عدد الثانويات خلال العشرية الأخيرة من ألف سنة 2000 إلى 1800 ثانوية ما بين 2009-2010، وعدد المتوسطات من 2500 إلى 5000 وحدة وعدد المدارس الابتدائية من 15729 إلى 17995. واغتنم المسؤول الأول عن قطاع التربية والتعليم فرصة هذا التكريم لإبراز ما وصفه ب التطور الهام الذي عرفه القطاع سواء ما تعلق منه بنوعية التأطير البيداغوجي أو المستوى الدراسي المسموح به للتوظيف في مرحلة التعليم الأساسي بطوريه الابتدائي والمتوسط، مشيرا إلى أنه قد تم توظيف 100 ألف أستاذ حامل لشهادة الليسانس في التعليم الأساسي طبقا للنوعية والجودة في التأطير، كما أن النظام التربوي الجزائري قد عرف بدوره تطورا كميا هاما في تعداد الناجحين في شهادة البكالوريا، مشيرا إلى أن هذا التطور الكمي صاحبه تحسن نوعي للحائزين على شهادة البكالوريا تجلى في تزايد عدد الاستحقاقات من سنة لأخرى. من جانبها توجهت المتفوقة الأولى واسطي إخلاص بتشكراتها إلى رئيس الجمهورية على رعايته لهذا الحفل معربة عن امتنانها له على ما قدمه للمنظومة التربوية من تشجيع وتقدير، حيث أكدت أن الفضل في نجاحها رفقة زميلاتها وزملائها إنما يعود إلى الإصلاحات التي تم إدخالها على قطاع التربية الذي أصبح يحظى باهتمام خاص من قبل رئيس الجمهورية، لتسلم أسرة التربية الوطنية بالمناسبة هدية رمزية إلى رئيس الجمهورية عرفانا له بالجهود التي بذلها من أجل تحسين وتطوير منظومة التربية والتعليم.