إطارات سامية تقود شبكات لنشر البهائية علمت "النهار" من مصادر مؤكدة أن هناك فرقا على المستوى الوطني، تنشط لنشر المذهب البهائي، الذي يدعي بأن الوحي مازال مستمرا، وأن كتاب "الأقدس" الذي وضعه "بهاء الله حسين"، ناسخ لجميع الكتب السماوية، خاصة على مستوى ولايات الطارف، سطيفوقسنطينة. "النهار" اقتربت من بعض هؤلاء المقيمين بولاية الطارف، حيث أفادونا أنهم ارتبطوا بجمعيات أوروبية وأمريكية من خلال التواصل مع شبكات هي أقرب للتنظيمات اليهودية العالمية، باستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة وخاصة الأنترنت وتصفح مواقع شاذة، بحثا عن مكاسب مادية وهمية تحولت إلى قناعات إيمانية، وفي سرية تامة يمارس أشخاص شكلوا خلية بهائية بقلب ولاية الطارف، هذه الخلية تنشط، على محور تونس - الجزائر. حاولنا استدراجهم في الكلام، لكنهم ترددوا في الإفصاح عن كنيتهم ووظائفهم، ملزمين إيانا بواجب التحفظ عن هويتهم خوفا من ملاحقات أمنية أو متابعات قضائية أو التعرض لاعتداءات من جماعات متطرفة، كما ورد في تصريحهم لنا، فتعهدنا من جانبنا أمامهم بواجب السرية. هم شباب من مختلف الأعمار أغلبهم من خريجي الجامعات، بطالون وموظفون، حكوا لنا قصة تأثرهم بالبهائية وتمردهم على القيم الإسلامية المعهودة واعتبروها غريبة وغير مقنعة، وأعلنوا لنا عن إصرارهم على نشرها على نطاق واسع وقالوا إن هناك خلايا أخرى بكل من قسنطينةوسطيف، كما اعترفوا بأن هناك شخصيات بارزة تقود شبكة البهائيين، منها من يباشر وظائف سامية ونافذة، وطالبوا بإعادة النظر في مواد الدستور لتكريس حرية المعتقد وحرية الأديان والقناعات الفلسفية كحق من حقوق الإنسان. هم من قاطني ولاية الطارف، زاروا تونس والتقوا بخلايا بهائية، كما ينتظرون دعوتهم إلى المؤتمر السنوي للبهائيين الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس ويجمع شتات البهائيين في العالم، وينشطون في سرية مع المقربين منهم لنشر التعاليم البهائية التي يعترفون بقدسيتها، وبأن الوحي لازال مستمرا وأن كتاب "الأقدس" الذي وضعه "بهاء الله حسين" ناسخ لجميع الكتب السماوية. بهاء الله نبي كامل الأوصاف دخلنا إلى بيت عبد الجليل، أو هكذا سمى نفسه، ولم نتأكد فعلا ما إذا كان هو اسمه الحقيقي. البيت يقع في مركز إحدى البلديات القريبة من الحدود الشرقية، أول ما تفاجأنا به هو لوحة معلقة على الجدار كتب عليها بهاء الله، مزينة بلون الذهب، كما أعار لنا مجموعة كبيرة من كتب البهائية ونسخة من الكتاب "الأقدس" مكتوبة باللغة العربية، تحدث إلينا بعد أن دخل علينا رفيقه أحمد، وهو طالب جامعي أنهى دراسته هذه السنة بجامعة عنابة، عن كل ما يتعلق بتعاليم معتقدهم البهائي، قائلا "نحن 20 شخصا نتواصل مع بعض داخل ولاية الطارف، كما لنا علاقات مستمرة مع أشخاص آخرين في ولايات مجاورة، ونستخدم مواقع الدردشة والبريد الإلكتروني في تبادل المعلومات، ويدخل معنا في المحاورة الإلكترونية أساتذة كبار من مختلف دول العالم، خاصة الدول الإسلامية والعربية والتي تمارس نشاطها في شكل علني من خلال جمعيات وتنظيمات طلابية واجتماعية وثقافية"، سألناهم عن خلفية تأثرهم بالفكر البهائي، فأجابونا بأنهم أدركوا قيمه الإيمانية وعقلانيته؛ يحدثونك عن بهاء الله كنبي كامل الأوصاف، وتتداخل أفكارهم مع الدين الإسلامي، ينهلون منه بعض العقائد الثابتة في محاولة لإقناعنا بأنهم ليسوا كفارا ولا مرتدين، بل هم أكثر إسلاما من المسلمين، حسب زعمهم، بدليل أنهم يصومون شهر رمضان ولكن ليس ككل الناس، حيث يمتنعون -حسب تصريحهم- عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب في الشهر الأخير من السنة البهائية، والتي تتشكل من 19 شهرا وكل شهر ب19 يوما، وأنهم لا يؤمنون بالجنة والنار ولا بالملائكة والجن، ويعتقدون بوجود عذاب روحي في الآخرة لا علاقة له بالعذاب المادي كما جاء في القرآن الكريم نصا لا اجتهاد فيه، وعند أداء الصلاة قال أحمد "إن قبلتهم عكا بفلسطين وليست مكةالمكرمة، ونحن نفتخر بتحريم البهائية لتناول الخمور والمخدرات والزنا وتعدد الزوجات، ولا نفرق بين الكتب المنزلة، فالإنجيل والتوراة والقرآن في مرتبة واحدة". وقال عبد الجليل إنهم يدفنون موتاهم بألبستهم في بيوتهم، وذكر لنا مثالا في إحدى بلديات الشرق الجزائري التي توفي بها بهائي، مدفون الآن بالقرب من بيته. وحسب مصادر متطابقة، فإن هؤلاء ينشطون في العمل الخيري مع الهلال الأحمر الجزائري والجمعيات المدنية، على اعتبار أن بهاءهم يحثهم على الجانب الإنساني وأداء الدور الإيجابي في المجتمع، كما علمنا أنهم يلتقون في مواعيد معلومة مسبقا لأداء طقوسهم، وينتقدون السلطات بالسماح للزوايا والمذاهب الإسلامية كالإباظية بممارسة طقوسها الدينية ويحرمون هم من الانتفاع بهذا الحق الشرعي، على حد تعبيرهم.