ينفرد اتحاد عنابة بمؤخرة ترتيب البطولة بعد 5 جولات من بدايتها (ينقصه لقاء متأخرا أمام شبيبة القبائل) بعد تسجيله لانطلاقة كارثية عكسها انهزامه في ثلاثة لقاءات وتسجيله تعادل وهي النتائج التي لم يسبق للفريق مند تأسيسه سنة 1983 تسجيلها، فرغم أن الرئيس منادي أعد العدة جيدا لأداء موسم كبير من خلال محافظته على البنية الأساسية للتشكيلة وتدعيمه للفريق هذه الصائفة بمدرب كبير ولاعبين في المستوى ومن أحسن ما يوجد في بطولتنا في صورة مكحوت، بوشريط، قاواوي، حميدي وغيرهم، إلا أن النتائج لم تكن في مستوى تطلعات الجمهور العنابي الذي لم يجد تفسيرا مقنعا لما يحدث لفريقه، وقد حاولنا إزالة اللبس القائم من خلال عرضنا لبعض الحقائق التي ميزت مشوار أبناء –بونة- إلى حد الآن. 8 مدربين أشرفوا على الفريق مند الموسم الفارط تبقى النقطة السلبية الكبيرة في اتحاد عنابة هي عدم استقرار عارضته الفنية تماما مند الموسم الفارط، حيث تداول في على تدريب الفريق في آخر 13 شهرا ما لا يقل عن 8 مدربين، حيث بدأ الفريق موسمه الفارط بلطرش كمدرب قبل أن يقال بعد جولتين ويعوضه مواسة الذي لم يستمر بقاؤه في الفريق أزيد من 4 لقاءات ليحل محله سليماني الذي قاد التشكيلة في 7 جولات قبل أن يقال بدوره ويحل محله مزليني ثم الفرنسي بويقس اللذان أشرفا كل واحد منهما على الفريق في لقاء فقط. وحل بعد ذلك عمراني الذي بقي على رأس الفريق مدة 10 جولات قبل أن يقال ويكمل الموسم رميت، وقد استنجد منادي مع بداية هذا الموسم بالمدرب بلحوت الذي أبعده بعد هزيمة البليدة الأخيرة. المساعدون، مدربو الحراس والمحضرون البدنيين دون حساب وإذا كان الفريق قد أشرف على عارضته الفنية مند الموسم الفارط 8 مدربين في إنتظار ترسيم إنضمام البلجيكي –ديبيرو- الذي تفاوضت معه الإدارة أمس، فإن العدد كبير جدا بالنسبة للذين عملوا في الطاقم الفني للإتحاد طيلة هذه المدة حيث بلغ العدد 14 فردا، وقد عمل كمساعد مدرب كل من رابط، مزليني، عبد العزيز، بلعسلي ومؤخرا لونيسي، أما بالنسبة لمدربي الحراس نجد كل من العربي الهادي، هلالي، حمناد، عصماني، العمراوي وبن علي. أما بخصوص المحضرين البدنيين فقد اشتغل في عنابة كل من بوسعادة، نشمة وسايح. الإستقرار غائب تماما والنتائج انعكست على ذلك ونتيجة غياب الإستقرار في العارضة الفنية للفريق العنابي مند الموسم الفارط، حيث نجد أنه عمل في الطاقم الفني للإتحاد 22 مدربا بمختلف مهامهم وهو ما جعل الفريق يحطم كل الأرقام في تغيير المدربين، فإن هذا الأمر انعكس سلبيا على نتائج الفريق الذي لم يتمكن من إيجاد ضالته خاصة الموسم الفارط، حيث كانت نتائجه متذبذبة جدا وهو ما جعله يضيع هدفه المسطر في بداية الموسم والمتمثل في حصد إما لقب البطولة أو الكأس ويكتفي بإنهاء الموسم في المركز الخامس الذي ضمن له رغم كل شيء مشاركة هذا الموسم في دوري أبطال العرب. منادي صرف الملايير وعنابة لم تستفد من سخائه الكبير ورغم الإنتقاذات الكثيرة التي توجه للرئيس منادي بخصوص تسييره للفريق، فإن المؤكد هو أن هذا الأخير كان سخيا إلى أكبر درجة مع لاعبيه ولم يترك لهم المجال لإبداء أي استياء يذكر، حيث أحاطهم هذا الموسم أو الموسم الذي سبقه بكامل ظروف النجاح انطلاقا من التربصين الإعداديين في رومانيا وتونس اللذان كلفا الخزينة أزيد من مليار و300 مليون سنتيم، زيادة على استفادة اللاعبين من كل أموالهم، لكن بقدر ما كانت المكافآت كبيرة بقدر ما جاءت النتائج مخيبة، حيث غرق اللاعبون في العسل وبقوا يتلذذون بطعمه، متناسين بذلك واجبهم فوق الميدان الذي يبقى الأهم بالنسبة للأنصار الذين مازالوا لم يتجرعوا بعد تعثرات فريقهم ويبقون في انتظار نتائج أفضل ليعبروا عن وفاءهم أكثر لفريقهم وعن حاجتهم الكبيرة للقب يشفي غليلهم. الطمع يفسد الطبع ومسؤولية اللاعبين كبيرة من بين الأسباب التي حالت دون تحقيق النتائج المرجوة هو الطمع الذي أصاب بعض اللاعبين بعد ترأس منادي الفريق، إذ أن إمضاءهم على عقود خيالية في بداية كل موسم ونيلهم لأموالهم كاملة سواء حقق الفريق أهدافه المسطرة أو لم يحققها، جعلهم يتقاعسون في أداء واجباتهم إزاء الفريق، حيث لا يقدمون أفضل ما لديهم فوق الميدان، حيث يفكر الكثيرون في منحة الفوز أكثر من تركيزهم على اللقاء على أساس أن منادي على عكس الرئيس الأسبق ميريبوط الذي كان –مزيرهم بزاف- ولا ينفق ملايينه دون مقابل فوق المستطيل الأخضر، الشيء الذي كان يجعل اللاعبين لا يدخرون أي جهد في سبيل الفوز، حيث كان يعمل حسابا كبيرا للأموال على عكس الرئيس الحالي. الفريق تأثر كثيرا بنقص انضباط لاعبيه ما يمكن الإشارة إليه أن الفريق في الموسم الأخير عاش حالات انضباطية عديدة التي تصدرها مقاطعة 11 لاعبا للفريق لم يكملوا الموسم معه، حيث كان داود سفيان ودراج أول من غادرا الفريق في مرحلة الذهاب قبل أن يتبعه بعد ذلك في العودة كل من مزاير، حمادو، واسطي، مسعود، سعدي، الهادي عادل، زازو، بوجليدة وبودار. كما عانى الفريق أيضا من مشكل غياب اللاعبين عن الحصص التدريبية دون أدنى أسباب، وقد استمر الأمر حتى مع بداية الموسم الحالي بدليل أن الفريق أجرى الحصة التدريبية ليوم الإثنين الفارط في غياب 9 من لاعبيه وهو أمر يحتم على الإدارة الضرب قوة للحد من الظاهرة التي إستفحلت في الإتحاد. الذهنيات يجب أن تتغير والتشكيلة بحاجة أن تتحرر رغم تعاقب أحسن المدربين واللاعبين على تشكيلة –بونة- في الموسمين الأخيرين، إلا النتائج بقيت تراوح مكانها، ولم يتمكن الفريق عبر تاريخه من الحصول على أفضل من المرتبة الرابعة في البطولة والوصول إلى نصف نهائي الكأس، مواصلا بذلك رحلة البحث عن أول لقب له في تاريخه، وجاء هذا الإخفاق بدرجة أولى إلى عقلية اللاعبين العنابيين وشعورهم الدائم بمركب النقص تجاه الفرق الكبيرة، حيث تجذّر هذا المشكل في نفسية كل اللاعبين الذين مروا على الفريق على الرغم من أن لاعبي الموسم الفارط وهذا الموسم لا ينقصهم شيء من الناحية الفنية مقارنة بأقطاب البطولة. ويُجمع المختصون أن عنابة بحاجة إلى تحرر حقيقي، وهي لن تتخلف عن حصد الألقاب مستقبلا لو تتوج مرة واحدة فقط. عزم للتألق في دوري أبطال العرب لنسيان الكرب يبقى على رفقاء المدافع حركات تغيير طريقة تفكيرهم والإيمان أكثر بقدراتهم، أولا من أجل إخراج الفريق من الوضعية العصيبة التي يمر بها مع بداية هذا الموسم وهذا حتى يتم تجاوز كل المشاكل والخلافات التي مر بها الفريق مند الموسم الفارط، خاصة وأن مشوار البطولة هذا الموسم مازال طويلا والوقت لم يفت بعد لزرع البسمة على شفاه محبي الأحمر والأبيض، الذين بدأوا يعدون العدة من الآن لمشاركة فريقهم في دوري بطال العرب بداية من يوم 28 أكتوبر القادم، أين سيواجه رفقاء الهادي عادل في مدينة حلب الإتحاد السوري، وهي المنافسة التي يريد الفريق العنابي التألق فيها لنسيان نكساته وهمومه في البطولة الوطنية.