تعرض 12 محلا ذا طابع تجاري وسكني لأعمال نهب وحرق ليلة الأربعاء إلى الخميس بمدينة غرداية بعد تجدد مناوشات بين مجموعات من شباب المدينة كما لوحظ . وقد اندلعت هذه الأحداث العنيفة التي لم تخلف ضحايا بين مجموعات من شباب أحياء حاج مسعود وقصر مليكة قبل أن تمتد إلى أحياء سيدي أعباز ومفترق الطرق بنورة ومراكشي وثنية المخزن قبل أن تصل إلى حي سالم أوعيسى. وقد مكنت تدخلات فرق الحماية المدنية من إخماد النيران وتجنب امتداد ألسنة اللهب التي غذتها موجة الرياح إلى محلات تجارية ومنازل أخرى بهذه الأحياء الشعبية. وتخللت هذه الأحداث أعمال الرشق بالزجاجات الحارقة ومواد أخرى مشتعلة رميت من على أسطح المنازل من قبل الشباب الذين يتبادلون الإتهامات فيما بينهم حول مسؤولية هذه الإشتباكات التي اندلعت دون سبب ظاهر. وتعرضت تجهيزات حضرية ومحلات وجدران مقبرة وسيارات لأعمال تخريب قامت بها مجموعات من الشباب لا تعرف هويتهم حسب تصريحات عدد من شهود عيان التقت بهم وأج. وأمام هذه الوضعية تم نشر جهازأمني مكثف يتكون من قوات مكافحة الشغب مدعمة بوحدات التدخل للدرك الوطني عبر مختلف الأحياء الساخنة بمدينة غرداية بهدف وضع حد لهذه المناوشات واسترجاع الطمأنينة والهدوء باستعمال قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتنازعين. وحسب مصدر أمني فان أكثر من عشرين جريحا جراء المواد الحارقة قد استقبلوا بمستشفى غرداية لتلقي الاستعافات. وقد أغلق أصحاب عديد المحلات متاجرهم خوفا من أعمال الإعتداء والتخريب والنهب. وكانت أعمال شغب عنيفة قد هزت مدينة غرداية نهاية شهر ديسمبر الفارط قبل أن تمر بفترة من الهدوء. وشهدت بعض أحياء هذه المدينة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين مناوشات ومواجهات عنيفة بين مجموعات من الشباب والتي كانت قد تخللتها أعمال رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة ومواد مشتعلة. وتميزت هذه الأحداث أيضا بأعمال تخريب ونهب لمحلات ذات طابع تجاري أو سكني وتحطيمها وإحراقها. وقد اتخذت عديد المبادرات الهادفة إلى استرجاع الهدوء إلى المنطقة بواسطة الحوار والتقريب بين المتنازعين من قبل عدة شخصيات سياسية ودينية ورياضية. وكان الوزير الأول السيد عبد المالك سلال قد استقبل مطلع شهر يناير الماضي وفدا من مواطنين إباضيين ومالكيين بهدف وضع حد لأجواء الإحتقان بالولاية. وصدرت إثر هذا اللقاء عديد القرارات بهدف إعادة الهدوء والأوضاع إلى مجراها الطبيعي بغرداية سيما منها ما تعلق بإنشاء على مستوى البلديات التي مستها هذه الأحداث مجلسا للعقلاء "الذي يعد بمثابة فضاء للتحكيم والمصالحة" على أساس التعايش المنسجم والسلمي المتوارث الذي كان سائدا في هذه المنطقة منذ قرون.